هو يوم مبارك عند المسلمين جميعا وليلته للدعاء والإجابة والبراءة والشفاعة والغفران، الخامس عشر من شعبان يوم الإمام المهدي الموعود يحتفل المسلمون التواقون للعدالة ورفع الحيف الذي لحق بهم من حكام ظلموا وأعداء تمادوا في عدوانهم بمولد حفيد الرسول الكريم صلى الله عليه وآله في خطوة تحكي تمسكهم ببارقة الضوء المتبقية في عالم غارق في ظلمات الجهل والقتل والتوحش الذي يمارس على المسلمين باسم الإسلام وبتحريك أعدائه.
بعيدا عن أي استدلال ونقاش وجدال ينتظر المستضعفون في الأرض ظهوره بيقين لحاجات وميول يجدونها في نفوسهم وتؤكدها ضمائرهم بأن الله عز وجل ما خلق الكون ليتركه سدى وما كان ليطلق أيدي الظلمة فيه دون يأتي من يقيم القسط والعدل ويدفع الظلم والبغي.
وليس مفهوم المهدوية حكرا على المسلمين وحسب فالإنسانية بأسرها تبحث عن الأمل والخلاص بطرق متعددة تقودها في المحصلة إلى هدف واحد ينجي البشرية من عذاباتها وآلامها ويضع حدا للتجاوزات والانتهاكات ويقيم أسس العدالة العالمية الشاملة التي لا تعرف الموازين المختلة والمعايير المزدوجة والعدالة الانتقائية.
في الخامس عشر من شعبان الذي يليق به أن يكون يوما للعدالة العالمية يجد المسلمون أنفسهم وقد مزقتهم الفرقة وشغلتهم النزاعات واستنزفهم جهلة من المسلمين يتحركون بإيحاءات من أعداء الإسلام للكيد له من داخله.
في يوم منجي البشرية يقف المسلمون أمام خيارين يقود أولهما للخنوع والركون للظلمة والتهرب من المسؤوليات فيما ثانيهما يضع المسلمين أمام مسؤولياتهم بعرض صورة صحيحة عن المفاهيم الإسلامية الأصيلة ومواجهة التيارات التكفيرية والجاهلية المعاصرة بعزم لا يعرف الاستسلام.
*العالم
انتهى