Saturday 23 November 2024

14 August 2023

قائد الثورة الإسلامية يبعث برسالة لملتقى تكريم المرحوم آية الله الحاج سيّد هاشم نجف آبادي

وفيما يلي نص رسالة قائد الثورة الإسلامية التي تم قراءتها صباح يوم (الخميس) من قبل حجة الإسلام والمسلمين محمدي كلبايكاني رئيس مكتب قائد الثورة المعظم، أمام الملتقى بمدينة مشهد المقدسة:


بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمدلله ربّ العالمين وصلّى الله علی محمّد وآله الأكرمين
إن إجلال وتكريم شخصية وذكرى العالِم الربّاني، الفقيه والمفسّر الورع والتقي، المرحوم آية الله الحاج سيّد هاشم نجف آبادي (رضوان الله عليه) عمل جدير قام به مكتب الإعلام بتوفيق من الله وهدايته. هذا العالم الرفيع الذي طوى مدارج العلم في النجف ولدى أساطين تلك الفترة وتشرّف بنيل الإجازة والشهادة العلمية من قبلهم، عكفَ على تفسير القرآن الكريم خلال فترة إقامته في مدينة مشهد المقدسة ما يقارب الأربعين عاماً، وأقامّ محفلاً نشطاً ومتواصلاً وشيقاً للتفسير في الرواق الشمالي الغربي بمسجد گوهر شاد.

وکان عدد من المحبين المتحمسين يلتفّون في كل ليلة بعد إقامة صلاة الجماعة، حول المنبر البسيط لهذا العالم العامل لينصتوا لكلام الله وبيانه العذب وأنفاسه الدافئة، وكانت هذه المائدة الإلهية والقرآنية الواسعة، تفيض على محبيه بالمعرفة والحكمة لعشرات السنين. إن تسجيل وكتابة هذه الدروس المسائية، كان من الجهود الأخرى لهذا العالم القرآني المخلص، والتي بحمد الله أصبحت اليوم في متناول الجميع.

إلى جانب هذا المجهود القرآني الثمين والذي لم يُشاهَد له نظير في الأوساط العامة في مدينة مشهد في تلك الفترة، فإن التوغل والتبحر في كلام أهل البيت عليهم السلام، كانت الصفة البارزة الأخرى لهذا العالم المتّقي والعابد. إلمامه بالأحاديث كان على النحو الذي كان في كل مجلس وإجتماع وحتى في المجالس العائلية- والتي كان للعبد الفقير حض المشاركة فيها خلال فترة الطفولة وحتى بداية سن الشباب- يتحف الحاضرين بقبسات من تلك الكلمات النورانية وكان يُنوّر المجالس بذكر كلام أئمة الهدى سلام الله عليهم.

وكان تعامله وسلوكه العلمي في حياته الشخصية بالشكل الذي يجعل كلامه نافذاً ومؤثراً. حضوره واستفاضته من محضر كبار علماء الأخلاق والسلوك التوحيدي في النجف أمثال العالم السائر والواصل إلى الله المرحوم سيّد أحمد الكربلائي، جعل منه عابداً متربصاً ومتضرعاً باكياً وخاشعاً؛ ولم تظهر على حياته لذات الحياة الرائجة كالطعام والملبس والشؤون الإجتماعية وأمثال ذلك.

وفي الوقت ذاته فإن الإهتمام بأمر الدين في الميادين الصعبة والمحفوفة بالمخاطر مثل المشاركة في جهاد علماء مدينة مشهد في مسجد- گوهر شاد- عام 1935، كان من النقاط البارزة في حياته ومن نتائجها القسرية، التعرض للحبس والنفي ست سنوات في سمنان وشهرري، على يد جلاوزة رضا خان البهلوي.

المرحوم آية الله نجف آبادي، كان عالماً جامعاً وعاملاً ومتربصاً، وكان له مريدون ومخلصون كثيرون في مدينة مشهد آنذاك، وعندما وصل خبر وفاته غلى مدينة قم في عام 1380هجرية- وكنت في تلك تلك السنين اُقيم في قم- أقام المرحوم آية الله العظمى البروجردي مجلس عزاء فخم في المدرسة الفيضية وقام بزيارتي أنا العبد الضعيف وأخي الكبير المكرّم.

أرى جديراً في هذه المناسبة أن أذكر نجله الفاضل المرحوم حجة الإسلام والمسلمين الحاج سيّد حسن ميردامادي الذي واصل بعد وفاة والده، فرع التفسير على نفس طريقة ذلك المرحوم وحافظَ لسنين على نشاط مجلس تفسير الوالد. رحمة الله عليهم جميعاً وعلينا.

سيّد علي الخامنئي
 

المصدر : موقع مرفأ الكلمة