وأضاف: إنه الوضع الذي يخلق حالات من صراع الوجود، ويزيد في تأججه ليرهق بأثاره كاهل الطرفين، ويذهب بأرواح الأبرياء في ظلمٍ لا تنضبط حدوده، ولا يسمح بأمن على الإطلاق.
سياسة الأرض لنا… الثروة لنا… الملك لنا… الأمر والنهي لنا… أنتم لنا… لا شيء لكم إلا ما نرى ونسخو به من فتات، صارت سياسة غبية جداً حسب الواقع، ولم تعد محل صبر من أي شعب من الشعوب، وتمثل مغامرة مجنونة فاشلة على حكومات الأرض كلها أن تتعلم سريعاً فشلها، وأن نتائجها على عكس ما يؤملون.
وصراع الشعوب حين يطول، وتتضخم تضحياته، وتتعمق جراحه، ويصيب بآلامه الشباب والناشئة والرجال والنساء والكهول والشيوخ، وتعم كل بيت وشبر من الأرض وكل الأيام لا يمكن أن يسمح للشعب أن يتوقف عن جهاده، وأن يتراجع عن مطالبه، ويعود إلى موقع الإهمال والذل والهوان الذي أعطى للتخلص منه كل بذله وتضحياته، وصبر من أجل ذلك على آلامه.
والتسويات الصورية والمهينة تكريس للوضع الضاغط السابق المذل المهين الذي فر منه ولا يقبل أن يعود إليه.
هذا واقع لا فرضية… واقع تدل عليه المواصلة الطويلة للعطاء، والصبر الثقيل على الآلام، والعزم الشديد على الصمود.
واقع لابد أن يقنع بضرورة التوقف عن تعذيب الشعب، وعبثية الاستمرار في التنكيل به، والإصرار على إذلاله، وفشل أن يكون أمن السلطة بسحق أمنه.
وما أجدر شعب البحرين بالتعامل الإنساني الرفيع معه، وما أحقه بالتمتع بكامل الحقوق والحرية والكرامة خاصة وقد التزم في حراكه الإصلاحي في طابعه العام خط السلمية وعدم النيل من الدماء والأموال.
شعب يستحق كل التقدير، وهل من يقدره؟!".