بمناسبة مرور اربعة عشر قرنا على اختيار امير المؤمنين علي بن ابي طالب ( عليه السلام ) الكوفة عاصمة لحكومته الرشيدة عاصمة الاسلام الاولى بعد المدينة المنورة عام 36 هج وتزامنا مع ولادته المباركة الميمونة وبحضور الامين العام للعتبة العلوية المقدسة السيد نزارحبل المتين وممثلي العتبات المقدسة وممثلي العتبة الحسينية المقدسة العتبة العباسية و المزارات الشيعية الشريفة وعدد من اعضاء السلك الدبلوماسي وحشد من رجال الدين والشخصيات الثقافية والفكرية والعلمية والاجتماعية والسياسية وأعضاء الحكومة المحلية في محافظة النجف وجمع من المواطنين بدأ الحفل بتلاوة ايات من الذكر الحكيم للقارئ الدولي ومؤذن المسجد الشيخ علاء الصادقي بعدها وقف الجميع لقراءة سورة الفاتحة ترحما على ارواح الشهداء الذين استشهدوا دفاعا عن العراق ومقدساته ثم جاءت كلمة امانة مسجد الكوفة القاها سماحة امين المسجد والمزارات الملحقة به السيد موسى تقي الخلخالي التي جاء فيها: من مدينة الكوفة التي وصفها الامام الصادق ( عليه السلام ) بانها روضة من رياض الجنة ومن مسجدها المعظم مهد الانبياء والأوصياء والصالحين الذي نجد بين جوانبه مقامات الانبياء ادم ونوح وإبراهيم ( عليهم السلام ) وفي وسطه مقام النبي الاكرم محمد ( صلى الله عليه واله ) وفي جانبه الاخر مقام الامام علي ( عليه السلام ) واثار منبره الذي خلد بتلك الخطب والمواعظ والعلوم التي القاها سلام الله عليه ومن جوار مسلم بن عقيل عليه السلام البطل الخالد في الاسلام وفي هذا اليوم البهيج بذكرى مولد الامام علي عليه السلام نقف مهنئين ومرحبين بكم وانتم ضيوفا اعزاء على امانة مسجد الكوفة فأهلا وسهلا بكم .
واضاف السيد الامين مخاطبا السادة الضيوف : ان حفلنا هذا يؤرخ لحدثين مهمين ينبغي لنا ان نقف عندهما وهما : الاول ذكرى دخوله عليه السلام الكوفة في 12/ رجب /36هج واتخاذه عاصمة لحكومته المباركة وان هذا الحدث السياسي يؤشر الى أهمية الكوفة من الناحية العسكرية والاقتصادية والعلمية والجغرافية وهذا يعطي صورة واضحة عن المجتمع الكوفي وميوله وعقائده والثاني : يؤشر هذا الاختيار عن اهمية هذا المسجد المعظم وقداسته وكونه محل عناية السماء والانبياء من قبل .
وفي ختام كلمته اعلن السيد الامين قائلا : ان امانة المسجد ترى من الواجب علينا ان نحيي هذه المناسبة القرنية الرابعة عشر كما وتسمية عام 1436هج عام الامام علي (عليه السلام) وأطلقت جائزة الامام علي عليه السلام الدولية الكبرى للإبداع الفكري والأدبي ليتسنى للباحثين الاستفادة من علمه الذي تجسد في قوله ( اسألوني قبل ان تفقدوني ) و شكر السيد الامين جميع السادة الحاضرين مع حفظ المقامات والألقاب كما شكر جميع منتسبي الامانة على جهودهم في اقامة هذا الاحتفال وفي ختام كلمته دعا السادة الحاضرين الى ان يتذكروا تضحيات ابناء الحشد الشعبي الذين لبوا نداء المرجعية وان يترحموا على الشهداء الإبرار والدعاء للجرحى بالشفاء العاجل
وأعقبت كلمة السيد امين المسجد كلمة رئيس ديوان الوقف الشيعي سماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد علاء الموسوي جاء في جانب منها : ان هذه المناسبة ليست فقط مناسبة دخول الامام علي الكوفة واتخاذها عاصمة لحكومته بل هي مناسبة لنشوء الدولة العادلة بخصائصها المميزة التي لامثيل لها , المعروف في الدول ان من يتولى مقاليدها ومن يحكمها اقوى الناس وأكثرهم قسوة وحرصا على الحكم اما دولة امير المؤمنين فتولاها من هو اعدل الناس واعلم الناس وأرأف الناس بالناس ، دولة لها خصائص ومن خصائصها انها اكدت على حقوق الناس المدنية والحفاظ عليها وفي ختام كلمته شكر السيد رئيس السيد الموسوي امانة مسجد الكوفة وكل العاملين فيها على جهودهم المباركة في اقامة هذه الاحتفالية بعدها اعتلى المنصة الاستاذ الأول المتمرس العلامة الدكتور محمد حسين الصغير ليصدح عبر كلماته بحب امير المؤمنين وذكر مناقبه فكانت قصيدة عصماء .
تلتها كلمة الوقف المسيحي والديانات الاخرى القاها الأستاذ ( نبيل الخوري) نيابة عن رئيس الديوان خاطب فيها الحضور وقد تناول فيها لمحات مشرقة من حياته ( عليه السلام ) في عدالتة الاجتماعية وعلمه وكيف كان يعامل غير المسلمين في عصره والذي كان شعاره ( الناس صنفان اما ا خ لك في الدين او نظير لك في الخلق ) وتكريما من امانة المسجد لشبكة الاعلام العراقي الراعي العام لفعاليات عام الامام علي قدم السيد الامين هدية تقديرية الى مدير الشبكة الاستاذ محمد عبد الجبار الشبوط ومن الجدير بالذكر ان عدداً من القنوات الفضائية تولت نقل الاحتفال نقلا مباشراً وتغطيته اعلاميا عبر وسائل الاعلام المرئي والمقروء والمسموع بعدها توجه السادة الضيوف الى محراب الامام علي للإطلاع على معرض الامانة الذي شهد عرض جميع اصدرات المسجد التاريخية والفكرية التي تناولت بعضا من سيرة الامام علي وأصحابه وتاريخ الكوفة ومسجدها المعظم اضافة الى العديد من المخطوطات والمسكوكات النقدية التي يعود تاريخ البعض منها الى حقبة ماقبل الاسلام .
وكان لقسم الاعلام في الامانة جولة بين السادة الحاضرين لاستطلاع ارائهم وانطباعهم عن الاحتفال فقال سماحة رئيس ديوان الوقف الشيعي السيد علاء الدين الموسوي : قد يكون اختيار الكوفة عند بعض الجهات السياسية جرى لأمرين هما المال و الرجال و كون الكوفة ، كوفة للجند و المال ومن اراد الرجال والمال فعليه الكوفة ومن يريد ان يؤسس حكومة قوية لابد من توفر هذين العنصرين لكننا نعتقد اختيار الامام لها كان الكوفة مكان مقدس وردت فيه روايات كثيرة وان هذه الارض ارض مقدسة وما من نبي الا وصلى في هذا المكان وسيكون لها تاريخ مجيد في المستقبل وهو دور عاصمة الامام المنتظر (عجل الله فرجه) والمناسبة تدعونا للتفكر والتدبر في دولة امير المؤمنين انها دولة العدل الألهي .) اما الدكتور صلاح الفرطوسي قال : دهشة ما بعدها دهشة ان يوفقنا الله سبحانه لحضور مثل هذا اليوم المقدس يوم اختيار امير المؤمنين مدينة الكوفة عاصمة لخلافته واي مجد للكوفة وسكانها ان تكون رمزا من رموز الحضارة الانسانية ومعهد من معاهد الفكر وقبلة للناس انها دولة الحق والعدل والإيمان التي يتطلع اليها العالم لعله يحقق بعض ما انجزه الامام في الكوفة شكري لأمانة مسجد الكوفة على هذه الالتفاتة والمبادرة الكريمة ) وتحدث الاستاذ ( محمد عبد الجبار الشبوط مدير شبكة الاعلام العراقي فانه قال ان هذا الاحتفال يشكل فعالية مهمة ومعلم ثقافي، الذي يتزامن مع ذكرى ولادة الامام علي (عليه السلام) وانتقاله الى الكوفة واتخاذها عاصمة للدولة الاسلامية انها مناسبة عظيمة وذات بعد مستقبلي كبير وان قيام امانة مسجد الكوفة بهذه الفعالية يمنح حيوية ومضمون ثقافي جديد لهذه المناسبة الكريمة.
وفي تصريح سابق للسيد امين مسجد الكوفة حول احتفالية عام الامام علي اكد فيه : ان هذا العام سيشهد اضافة الى احتفالية يوم السبت توظيف مهرجان السفير الثقافي الخامس لهذا الحدث التاريخي المهم ولاسيما جائزة السفير للإبداع الفكري الرابعة وكذلك ستطلق دعوة لكتابة البحوث حول شخصية الامام علي وسيرته على امل ان يتم طبعها بعد التقييم في نهاية العام على نفقة الامانة انشاء الله .