وأفادت وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إكنا) أنه أرسلت مجموعة من شباب البلقان رسالة إلى قائد الثورة الإسلامية الإيرانية رداً على الرسالة التي وجهها سماحته أخيراً إلى شباب الغرب، وإليكم نص هذه الرسالة:
"سماحة آية الله العظمي الخامنئي
تحية طيبة وبعد:
في العصر الذي أدت سيادة النيوليبرالية إلى اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء، وتحاول عملاقة وسائل الإعلام المطيعة للساسة السلطويين والمستعمرين الاستيلاء على عقول وقلوب الشباب، فإن أفضل طريقة لبناء الثقة بالنفس والحصول على الفهم الصحيح لظروف العصر هو الاستمداد من الأديان الإلهية خاصة الدين الإسلامي الذي يواجه اليوم تحديين هما مؤامرة الإسلاموفوبيا وفتنة التطرف والتكفير.
وفي هذه الظروف، يتضح تماماً أن الدبلوماسية الروحانية يتبعها زعماء الدين بطرق مختلفة كنشر الرسائل بهدف تنوير الرأي العام وإيقاظ الضمير الأخلاقي للساسة من شأنها أن تؤدي دوراً مؤثراً للغاية في هذا المجال.
ورسالتكم التاريخية الأخيرة إلى شباب أوروبا وأميركا الشمالية تعد ضمن هذه الرسائل، والتي تعكس واقع آلامنا وحاجاتنا الحالية.
وبقدر ما نعرف ونؤمن أن الأديان الإلهية كالإسلام المحمدي تدعو الإنسان إلى حفظ الحقوق والكرامة الإسلامية، وأن نضال الأنبياء ضد المستكبرين لم ترافقه أي محاولة لبث الفرقة والرعب بين الناس. والإسلام كواحد من هذه الأديان يدعو إلى التعقل والجدال الأحسن، ويبشر بالحرية والعدالة والأمن. فنحن نعلم أن الأعمال الوحشية التي يقوم به عدد من المسلمين المتطرفين لا تمت للإسلام وتعاليمه الأصيلة بصلة.
ونحن نعتقد أن النزعات المتطرفة والأفكار التكفيرية لدى هذه الجماعات مردها إلى تفاسيرها غير العقلانية للإسلام، فنحن ليس فقط نتبرأ من هذه التيارات الرجعية والمتطرفة بل نسعى إلى مطالعة المصادر الإسلامية الرئيسية أي القرآن والسنة والسيرة النبوية بهدف الحصول على فهم أفضل للإسلام، لأننا نعتقد أن التعريف بالثقافة الإسلامية الغنية والأصيلة يعتبر السبيل الوحيد لمواجهة التيار التكفيري والمتطرف.
كما نعتقد أن التعايش السلمي بين الحضارة الإسلامية والغربية يتوقف على احترام القيم الأخلاقية والإنسانية، ولا يمكن لنا الحديث عن السلام والأمن العالمي مادام لم يتم تحقيق هذا التعايش بيننا.
فنحن نطلب السلطات الحكومية والمنظمات غير الحكومية أن تمهد الأرضية لازدهار الفكر والعقل، وإبداء الحب، والأخوة، واحترام الكرامة الإنسانية والحقوق الفردية والجماعية.
وفي النهاية، نؤكد لكم أن نحصل على فهم مباشر للإسلام، ونتعرف على هذا الدين بواسطة المصادر الرئيسية، ولن نسمح للأيادي القذرة ظاهرة كانت أو مختفية أن تفصل بيننا بأعمال التشويه والإساءة، وأن تسلب منا القدرة على الحكم المحايد.
مجموعة من شباب منطقة البلقان/ مارس 2015".