لحسن الحظ فإن قضية تقنية النانو تجربة ناجحة لبلادنا وتدلّ على أنه عندما تركز جماعة مندفعة ومخلصة ومتخصصة في عملها على موضوع معين، وتدير الأمور بطريقة مبرمجة، فسوف تتحقق حالات من التقدم محسوسة وعلى شكل قفزات في ذلك الموضوع. تقدم العمل في تقنية النانو فضلاً عن كونه ذا قيمة ذاتية بالنسبة لنا، فهو في الواقع نموذج يدل على أننا قادرون على اتباع هذا النموذج في كل قضايا البلاد وجعله معياراً. كان لنا قبل زهاء عشرة أعوام لقاء بجماعة لجنة النانو حيث قدموا لي تقريراً وشرحوا موضوع النانو، وعملوا وتقدموا إلى الأمام. ونرى اليوم لحسن الحظ حصول قفزة في إيران على مستوى الشؤون العلمية والبحثية. بمعنى أن الأعمال تتقدم إلى الأمام بصورة قفزات.
نشكر الله تعالى على حصول مثل هذا الشيء. المهم هو أن تنظروا ما هي عوامل هذه القفزات التقدمية، فتحافظوا عليها. من هذه العوامل وجود برامج وخطط جيدة، والثبات والاستقرار في الإدارة، والاهتمام بصناعة ثقافة وخطاب عامّين في هذا الخصوص. هذا هو الشيء الذي وجدت مؤخراً أن هؤلاء التلاميذ الشباب يتابعونه بمستويات فوق مستويات الطاقات العادية للتلاميذ، أو الأعمال التي أنجزت لقطاعات مختلفة، هذه هي صناعة الخطاب. صناعة الخطاب هذه على جانب كبير من الأهمية. بمعنى أن تتكون في البلاد هذه الأفكار والخطاب الذي فحواه أن قضية النانو يجب أن تتابع. النانو على جانب كبير من الأهمية، ولا نروم القول إنها أهم من كل قضايا البلاد وأعلى من كل الشؤون العلمية، لا، ولكنها من القضايا المهمة في التقدم العلمي والتقني للبلاد.