Sunday 24 November 2024

14 August 2023

تعزيز المشتركات واحياء الهوية: اللقاء الأول لبعض علماء مسلمي العراق في مدينة روما

بمشاركة بعض علماء الدين المسلمين في العراق وفي ظل الظروف الصعبة التي يمرّ بها الشعب العراقي وشعوب مناطق أخرى من العالم الإسلامي بشكل عام، نظم "دار العلم للإمام الخوئي" و"جماعة علماء العراق" اللقاء الأول لبعض علماء مسلمي العراق في مدينة روما بتاريخ ٢١-٢٣/٣-٢٠١٥م .


لقد مثل التطرف الديني المنتشر في العراق وجواره الاقليمي منذ عقد من الزمن تحديا كبيرا لعلماء المسلمين من الطائفتين الشيعية والسنية أن تقوم بالتصدى لذلك وتمنع من توسيع دائرة انتشاره وتضاخمه السرطاني. وقد منعت الانقسامات السياسية وتدهور الوضع الأمني من تلاقي علماء الطائفتين والتعاون المشترك بينهم لصد موجة التشدد والتطرف الديني.

والآن بعد جهود حثيثة ومتراكمة قام بها دار العلم للإمام الخوئي  وجماعة علماء العراق، أقيم أول إجتماع مباشر وصريح بين القيادات الدينية رفيعة المستوى للطائفتين الشيعية والسنية في العراق.

لقد حضر جملة من كبار العلماء البارزين لاهل السنة في العراق من مختلف المناطق السنية من الانبار والموصل وسامراء وغيرها. ومن الوفد الشيعي، حضر عدد من الأساتذة البارزين في حوزة النجف الاشرف.

وقد استمرت اللقاءات ليومين بشكل مكثف جدا من العاشرة صباحا الى السابعة عصرا تناول فيها الطرفين رؤيتهم النقدية والعلمية لظاهرة التطرف والمشاكل الدينية التي يعاني منها البلد لمدى سنوات طويلة.

وقد االطرفان على مبادئ مشتركة من تنديد التطرف بكل اشكاله، والتزام الوسطية والاعتدال ومبدا التسامح الديني واحترام الآخر والتعايش المشترك بين أبناء الوطن الواحد على أساس قاعدة المواطنة المتساوية لجميع العراقيين على حد سواء.

وقد اتفق الطرفان على ضرورة الاستمرار اللقاءات وتكثيف جهودهم للتصدى أمام الأزمة العاصفة بالبلد وتوسيع مجالات التعاون والعمل الجماعي المشترك لتكون كلمة علماء الشيعة والسنة متحدة ومتكاتفة أمام الخطر المشترك الذي يواجه الشيعة والسنة على حد سواء.

كما ركز الطرفان على ضرورة دعم السياق الديمقراطي ومشروع الدولة المدنية وسيادة القانون واحترام السيادة العراقية وحصر السلطة بيد الدولة وحسب. وقد دعا الطرفان الشعب العراقي الى الائتلاف والتكتف يد بيد أمام أخطار التقسيم ونشر الفتنة الطائفية والعنف الديني. وقد نددا جميع انواع استغلال الدين وتجييره لصالح اجندات سياسية ومشاريع متطرفة تؤدي الى اراقة دم الانسان العراقي وانتهاك حرمته والاعتداء على الانسانية التي هي بنفس ذاتها مقدسة في الاديان السماوية جميعا دون تمييز بين ىيانة واخرى ومذهب وآخر.

وقد توصل الطرفان الى نقاط مشتركة أساسية عبروا عنها في البيان الختامي وقد وقعا عليه جميعا، وهو كما يلي:

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

البيان الختامي:

لقاء علماء مسلمي العراق في روما

تحت عنوان: تعزيز المشتركات واحياء الهوية

"وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ"

 

 

بمشاركة بعض علماء الدين المسلمين في العراق وفي ظل الظروف الصعبة التي يمرّ بها الشعب العراقي وشعوب مناطق أخرى من العالم الإسلامي بشكل عام، نظم "دار العلم للإمام الخوئي" و"جماعة علماء العراق" اللقاء الأول لبعض علماء مسلمي العراق في مدينة روما بتاريخ ٢١-٢٣/٣-٢٠١٥م .

قد أكّد الإجتماع على ضرورة توحّد أتباع الأديان المختلفة بل الإنسانية جمعاء في التصدّي للعنف الجاري في بلادنا والتعدّي على حقوق الإنسان، واتفق الحضور على تواصل اللقاءات وتوسيع حجمها وتكاثف الجهود لنشر السلام والأمن والتعايش السلمي المشترك بين اتباع الاديان والمذاهب الإسلامية.

وقد أكد المجتمعون على ما يأتي:

1.      ضرورة التمسك بالعيش المشترك أساسا لوحدة العراق أرضاً وشعباً وسماء، وتفنيد الادعاءات الواهية، والتصدي للمشاريع الباطلة الهادفة الى تقسيم أبناء الشعب الواحد وبثّ الفتنة والعداء بين أطيافه، وهدم أسس التعايش الإنساني المشترك بين جميع مكوناته.

2.      حرمة انتهاك دم الإنسان العراقي أيا كان دينه ومذهبه وطائفته وقوميته وانتماؤه، ووجوب حفظ كرامته على قدم المساواة بين الجميع دون تمييز على أي أساس كان.

3.      أدان الحضور كلّ أنواع العنف والتطرف والارهاب بجميع صوره وأشكاله وأقسامه، التي تقترف بإسم الدين، والدين منها براء.

4.      يطالب المجتمعون جميع دول المنطقة والعالم بإحترام السيادة العراقية والقرار الوطني العراقي وعدم التدخل في الشأن العراقي الداخلي بأي ذريعة وفي أي ظرف.

5.      ضرورة حصر السلاح بيد الدولة ودعمها في بسط الامن وسيادة القانون على كافة الاراضي العراقية وتعزيز التوافق الوطني بين جميع مكونات الشعب العراقي ضمن سياق الدولة العراقية وفي إطار مؤسساتها القانونية.

6.       ضرورة تكريس الدولة القانونية التي تقوم على قاعدة المواطنة المتساوية في سياقها الشامل لجميع مكونات الشعب العراقي.

7.      يدين الحضور الأعمال التعسفية التي حصلت ضد أي مكون عراقي في أي زمان وفي أي بقعة كانت.

8.      ينظر المجتمعون الى أن التنوع الثقافي والديني والعرقي جزء اصيل من حضارة العراق وهويته، ينبغي احترامه وحمايته.

9.      يدعو المجتمعون إلى إحترام الرموز والمقدسات والشعائر الدينية ودور العبادة لدى كل الأديان والمذاهب الإسلامية في العراق والعالم  دون أي إستثناء، ويدينون كلّ أشكال التهجّم والإستخفاف والإعتداء على ذلك.

10.  يحث المجتمعون العراقيين على ضبط النفس والتحلّي بالحكمة والصبر والتعقل في حالات بروز الفتن بكل اشكالها، وعلى العمل المشترك في توسيع مساحة العيش المشترك والأخوة والمحبة بين مختلف أبناء الشعب العراقي.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

عبد الرزاق السعدي                      احمد الحسيني

 

عبد اللطيف الهميم                         محمد علي بحر العلوم

 

فرحان الطائي                              جعفر الحكيم

 

خالد الملا                                   محمد علي الحلو

 

محمد المطلك                               وليد فرج الله

 

عز الدين احمد الرفاعي                   جواد الخوئي

 

قتيبة سعدي مهدي عماش