وأكدت الجماعة أنه "في الوقت الذي تدرك فيه أهمية الأزهر ودوره المهم في نشر ثقافة التسامح والحوار والسلام في الأمة العربية والإسلامية، إلا أنها تتحفظ على ما جاء في البيان من اتهامات تمس أبناء العراق ممن قدموا أرواحهم من أجل العراق"، مشددة على أن "الأزهر ربما لا يعلم أن الحشد الشعبي ليس تشكيلا طائفيا كما يُروج له، بل أنه يتألف من شيعة وسنة يقاتلون جنبا إلى جنب من أجل غايات سامية وطنية تتمثل في تحرير المناطق المحتلة ذات الغالبية السنية من تنظيم داعش الإرهابي".
وأدانت الجماعة "المصادر والجهات المغرضة التي اعتمد عليها الأزهر في إصدار بيانه هذا"، مشيرة إلى أن "تلك المصادر تحاول التغطية على هزائم وإجرام داعش والإرهابيين وتضلل الرأي العام وهي نفسها التي صمتت ولم تنتقد سلوكيات هذا التنظيم وما قام به في العراق من تفخيخ للشوارع والبيوت والمساجد منذ سنوات عديدة".
وبيّنت الجماعة حرصها وتأكيدها على "ضرورة إبعاد المدنيين عن الحرب والحفاظ عليهم وعلى ممتلكاتهم حتى لو حاول داعش اتخاذهم دروع بشرية من اجل أغراضه الخبيثة".
وتابعت أن "المرجعية الدينية في النجف الأشرف خاطبت الحشد في أكثر من بيان من أجل الحفاظ على أرواح الأبرياء والابتعاد عن كل عمل يسيء إلى جهادهم الوطني ودفاعهم عن العراق وقد التزم اغلب أفراد الحشد والمتطوعين بتلك التوصيات وتعاليمها وما حدث من حالات فردية شاذة لا تمثل مطلقا الخط الذي سار عليه ابناء الحشد في كل سلوكياتهم التي تحرص قياداتها الميدانية والأمنية والعسكرية على متابعة تحركاتهم وتفاصيل ما يجري على ارض المعركة".
ودعت الجماعة الأزهر الشريف إلى أن "ينظر للانجازات التي حققها رجال القوات الأمنية والحشد الشعبي وفرحة أهالي المناطق المحررة بعد أن تم استئصال داعش وكشف كذبهم وادعائهم بالدفاع عن أهل السنة"، مطالبة الأزهر بـ"أن يلعب دورا كبيرا في تصحيح المفاهيم الإسلامية التي شوهها المتطرفون الداعشيون في بلادنا الإسلامية".
وأعرب الأزهر في بيان صدر عنه، بوقت سابق، عن بالغ القلق لما يرتكبه الحشد الشعبي المتحالف مع الجيش العراقي من ذبح واعتداء بغير حق ضد مواطنين عراقيين مسالمين لا ينتمون إلى داعش أو غيرها من التنظيمات الإرهابية.
ويشهد العراق وضعا أمنيا استثنائيا، إذ تتواصل العمليات العسكرية الأمنية لطرد تنظيم "داعش" من المناطق التي ينتشر فيها بمحافظات نينوى وصلاح الدين وكركوك، بينما تستمر العمليات في الأنبار لمواجهة التنظيم، كما ينفذ التحالف الدولي ضربات جوية تستهدف مواقع التنظيم في مناطق متفرقة من تلك المحافظات توقع قتلى وجرحى في صفوفه.