ولفت سماحته الى أن المؤمن الحقيقي هو الذي يؤمن بحاكمية الله تعالى على العالم ، موضحاً : الايمان في القرآن الكريم يطلق على الايمان بحاكمية الله تعالى و سيادته .
وأشار آية الله الاراكي الى أن ثمة فرقاً بين الاله الذي نؤمن به نحن المسلمين ، و الاله الذي يراه الغربيون ، قائلاً : أن الغربيين و رغم اختلاف مذاهبهم ، إلا أنهم يشتركون في هذا التصور و هو أنهم ينظرون الى الاله باعتباره أباً عجوزاً منهكاً متقاعداً عن ادارة العالم . إذ أنهم يزعمون بأن الله خلق العالم و قد تقاعد ، و ان واجبنا الآن هو احترام هذا الخالق فحسب . أي العبادة من وجهة نظر الغربيين هي أن تحترم الله . بيد أن معرفة الله التي يرشدنا اليها القرآن الكريم و الرسول الاكرم (ص) و أئمة الهدى ، تختلف تماماً عن ما يراه هؤلاء بالنسبة للإله .
وأضاف سماحته : أن من أولى صفات الاله الذي يدلنا عليه القرآن الكريم و الرسول الاكرم (ص) و الائمة المعصومين ، هو الحاكم المطلق لعالم الوجود .
وتابع سماحته : الحكم في المجتمع البشري يجب ان يكون لله ، يجب أن يكون القانون الالهي هو الآمر الناهي . مضيفاً : أننا نعتقد نحن الشيعة بأن الحاكم يجب ان يكون منصوصاً عليه من قبل الله تعالى . والرسول الاكرم (ص) اصطفاه الله تعالى ليكون الحاكم في الارض ، و أن الائمة المعصومين واصلوا هذه الحاكمية من بعد رسول الله (ص) .
ولفت آية الله الاراكي الى أن الله سبحانه وضع أمام الانسان طريقين ، طريق اتباع الامر الالهي ، و الآخر اتباع هوى النفس . موضحاً : لقد ارسل الله الرسول الاكرم (ص) ، و نص على الائمة الاطهار (ع) ، لهداية المجتمع البشري و تمكينه من الاختيار السليم و الارتقاء بالعالم نحو الخيار الانسب و الافضل .
وأشار سماحته الى أنه ينبغي للمجتمع المساهمة في هذا الاختيار الافضل ، مشدداً : لابد لنا من الارتقاء بالمجتمع الانساني بما يؤهله لإنتخاب الخيار الافضل ألا وهو الحجة المنتظر (عج) . و أن من اولى الخطوات في هذا المجال هي الارتقاء بالمجتمع المسلم و تأهيله لمثل هذا الاختيار .
وأوضح آية الله الاراكي : أن احد أبرز اهداف واقعة كربلاء يتجلى في لفت الانظار الى الاختلاف بين هذين الطريقين . و لهذا نحن نتحمل مسؤولية التعريف بقضية سيد الشهداء (ع) ، و ان احد ابعاد فلسفة قيام سيد الشهداء يكمن في أنه ينبغي لنا أن نلفت الانظار على الدوام ، الى الفارق و الاختلاف بين الحاكم الالهي و الحاكم الآخر .
ومضى سماحته يقول : أننا نتحمل مسؤولية توعية المجتمع الاسلامي للتمييز بين نظام الحكم الاسلامي الاصيل ، و نظام الحكم المنحرف .. يجب أن يتضح للجميع بأنه اذا ما حكم الامويون فان حكمهم كاذب منحرف ، و ان الحكم العلوي هو العدالة بعينها .
وأضاف الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية : إذا ما اردنا اليوم اعداد المجتمع الانساني للحكومة المهدوية و تقبل الحكم الالهي ، فأن الخطوة الاولى التي ينبغي لنا القيام بها تكمن في ان نعلن للعالم بأننا نعارض نظام الحكم الظالم السائد في العالم اليوم و نرفضه . . أن نعلن للعالم بأننا نستنكر الغطرسة الاميركية و الهيمنة الصهيونية و نرفضها تماماً .
وخلص آية الله الاراكي للقول : إذا كنا اليوم على استعداد لتحمل كل الصعاب و المشاكل و المعاناة ، فاننا نفعل ذلك من أجل أن ننال بضاعة أسمى ، أن ننال البضاعة التي اريقت من أجلها دماء طاهرة كدماء الامام علي (ع) و الامام الحسين (ع) ، البضاعة القيمة التي تتجلى في العدالة و الفضيلة و الحاكمية الالهية .