وقد دخلت الثورة البحرينية عامها الخامس، لا عنف السلطة فت من عزيمتها ولا البحرينيين ملوا التظاهر والمطالبة بتحقيق أهداف ثورتهم بقيام ملكية دستورية يعبر عنها برلمان حقيقي وحكومة منتخبة وأجهزة أمنية وطنية وقضاء عادل وإعلام متزن.
واصدرت الجمعيات السياسية المعارضة بيانا بالمناسبة دعت فيه السلطات إلى حوار جاد للخروج بالبلاد من أزمتها والالتزام بتوصيات اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق والسماح بالتجمع والتظاهر السلمي، وجددت الجمعيات موقفها حيال سلمية الحراك.
إلا أن السلطات البحرينية ليست قادرة على الركون إلى الحلول السياسية بفعل ارتهانها لدول إقليمية، ولا هي راغبة بذلك إثر سيطرة ما يسمى بالجناح المتشدد في العائلة المالكة على مقاليد الأمور.
الحقيقة هذه اثبتتها ممارسات السلطة خلال 24 ساعة خلت، أكثر من مئة عملية قمع خلفت أكثر من 50 إصابة إضافة لاعتقال 20 مواطنا وتنفيذ ثلاث مداهمات يضاف إليها 23 عملية قمع خلفت 13 إصابة واعتقال خمسة مواطنين صبيحة يوم امس السبت.
وشهدت جزيرة سترة، التي يطلق عليها عاصمة الثورة، تظاهرات حاشدة وصلت الليل بالنهار، كما خرجت تظاهرات في البلاد القديم التي تحولت إلى مركز للاحتجاجات خلال الأسابيع الأخيرة كونها مسقط رأس الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان المعتقل في سجون النظام ما عرضها لحملات عنيفة من السلطات.
وفي الديه غرب العاصمة المنامة رفض المتظاهرون أي تسوية مع النظام لا تحقق جميع مطالبهم، وفي باربار وسار خرجت تظاهرات حاشدة جددت تمكسها بمطالب الثورة ورفضها لرموز السلطة، وفي بني جمرة أكد المشاركون في التظاهرات أنهم لن ينسوا ممارسات السلطات بحقهم.
وفي الدراز شنت السلطات حملة اعتقالات طالت عددا من المدنيين ولوحظ مرافقة مليشيات مدنية لقوات النظام وتنفيذها عمليات الاعتقال والمداهمات.
عمليات القمع رافقت معظم التظاهرات التي تجاوزت 160 تظاهرات خلال يومين بقنابل الغاز ورصاص الشوزن والمطاردات بالعربات المصفحة.