رأى العلامة الشيخ عفيف النابلسي في خطبة ألقاها في مجمع السيدة الزهراء في صيدا "انه ليس لأحدنا إلا أن يقف بإجلال أمام تضحيات المقاومين في ذكرى قادتهم العظام الشيخ راغب والسيد عباس والحاج عماد. هؤلاء الذين لم ينفصلوا يوما عن أرضهم وقضيتهم ووطنهم بل كانوا بكل وجودهم يقاومون حتى النصر أو الشهادة. لم يتلهوا بالصغائر، ولم ينزلقوا إلى ترهات السياسة ومتوسليها، هجروا الملذات الدنيوية وتوجهوا نحو المطلق واليقين والطهارة والممارسة الإيمانية والوطنية الصادقة. لذلك نجحوا حيث فشل الآخرون، نجحوا في تحرير الأرض والإنسان، واستعادة الحق والكرامة لكل اللبنانيين. لقد رأينا كيف قدم هؤلاء المقاومون دماءهم وأرواحهم في سبيل هذا الوطن، ولكن يخرج علينا بعض الإعلام المغرض ليتهم المقاومين ويشكك بإنتمائهم الوطني وإحداث الفتنة بين اللبنانيين".
وتابع:"لو يعرف هذا الإعلام الذي ينقل تلك الأصوات والمواقف أن المقاومة قامت بكل هذه الإنجازات في سبيل وحدة الشعب اللبناني وأمنه واستقراره، وأن هدفها الأول كان وما زال حماية السيادة اللبنانية والأرض اللبنانية والكيان اللبناني من شر الصهاينة والتكفيريين".
اضاف: "أنتم من تتحدثون عن المقاومة بسوء. لولا المقاومة لما كان هناك وطن تنامون فيه، ولما كان هناك منبر تصعدون عليه لتتكلموا بهذه الجرأة. المقاومة بكل تواضع هي من حمتكم وجعلتكم أعزة بين أهلكم، هي التي جعلتكم نوابا ووزراء ورؤساء ومسؤولين في السلطة. بينما عملتم أنتم لسنوات طويلة إما تخذلون الشباب اللبناني كي لا يدافع عن أرضه، وإما تحرضون على المقاومة لإثارة الفتن وقد دفع لكم ملايين الدولارات الأميركية لهذا الغرض، وإما تمارسون هوايتكم المفضلة بالتنظير وأنتم جالسون في بيوتكم. لم تقدموا مالا ولا دما ولا موقفا. وأخذتم السلطة واستوليتم على الأموال والمرافق العامة ولم تشبعوا، وها أنتم مصرون على ممارسة هوايتكم المفضلة، بإثارة النعرات الطائفية واتهام المقاومين بأنهم اغتالوا فلانا وفلانا. المقاومة التي تقدم أغلى وأنقى وأطهر شبابها في سبيل الوطن لا تمارس عادة الغيلة".
وختم:"المقاومة تنضح بالشرف والإيمان والمناقبية وتزن كل أعمالها بمرضاة الله. فكفوا عن العادات الصبيانية الصغيرة وعودوا إلى العقل زينة الرجال الرجال".