قبل ايام صب احد مشايخ الوهابية جام غضبه على الشعب اليمني متهما اياه بالمتخلف والخائن، وانهم طالما طعنوا العرب وجزيرة العرب من الخلف، وان هدم الكعبة سيكون على ايديهم !!
كاتب هذه السطور على ثقة ان القراء الكرام سيشككون فيما اقول، فمثل هذا القول لا يمكن ان يكون صحيحا بالمرة، فهو خلاف العقل والمنطق والدين والتاريخ والحقائق على الارض، ولكننا سنزيل شك القراء باليقين، وننقل بالنص تغريدات الدكتور!! سعد الدريهم الاستاذ!! في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية !! في الرياض، على حسابه في "تويتر" يوم الثلاثاء، ٢٠ يناير حيث يقول: إن "أهل اليمن لم يكونوا يوماً أمناء في حفظ ثغور الجزيرة العربية، فهم كانوا معبراً لأبرهة، واليوم أذناب للفرس".. "ولن تكون هذه آخر مخازي أهل اليمن، ففي آخر الزمان سيهدم أهل الحبشة الكعبة وسيكون الممر من خلالهم".. أن "الشعب اليمني يسيطر عليه الجهل والتخلف ولا يمكن أن يفلح".
هذا الكلام السخيف لا يخرج الا من عقلية سخيفة، ولسنا هنا في وارد الرد على هذيان هذا الرجل، بل ما يهمنا هو النظرة التي تنظر من خلالها الوهابية الى الاخرين، وكيف يكفرون حتى الشعوب، اذا ما عارضوا مذهبهم، او حتى اتخذوا منه موقفا حياديا، فمن وجهة نظر الوهابية اما ان تكون معهم واما ام تكون كافرا ومشركا وخائنا ومتخلفا.
الملفت ان كل الصفات التي الصقها "الدريهم" هذا بالشعب اليمني صاحب الحضارة والتاريخ العريق، هي تليق فقط بالوهابية، فهم اكثر الناس تخلفا، و هذه الصفة اصبحت عنوانا لاتباع هذا المذهب، اما الخيانة، فحدث ولا حرج، فالحديث عن هذا الامر يحتاج الى مجلدات ضخمة، فالخيانة بدات مع انتشار الوهابية وتسييس المملكة السعودية على يد الاستعمار البريطاني، ومن ثم جاء دور امريكا بعد الحرب العالمية الثانية حيث فتح آل سعود جزيرة العرب بكل مواردها امام الامريكيين في مقابل حماية عرشهم من الشعب في جزيرة العرب، فزرعت امريكا المملكة بالقواعد العسكرية والمستشارين العسكريين والامنيين والسياسيين، حتى يومنا هذا، فكانت الوهابية بوابة لتدخل المستعمر الامريكي والبريطاني في شؤون البلدان العربية، والقضاء على حركات التحرر العربي على مدى قرن من الزمان.
اما هذيان الدريهم بشان دور الشعب اليمني في هدم الكعبة !!!، فيكفي ان ينظر الانسان المسلم الى ما تفعله الوهابية في التراث الاسلامي في جزيرة العرب من هدم وردم وتدمير، وتهديد الوهابية بهدم قبر الرسول، تكشف عن حقيقة من الجهة التي تشكل خطرا على الكعبة والتراث الاسلامي في جزيرة العرب.
صحيح ان ما تفوه به الدريهم لايعدو كونه هذيانا، الا انه وللاسف الشديد هناك من على شاكلة الدريهم ومن هو اتعس، يمكن ان يؤثر فيه هذا الكلام، ويمكن ان يقدم على تطبيق هذا السخف فيقوم بقتل الابرياء وهو ما حدث فعلا في الكثير من مناطق العالم وخاصة في البلدان الاسلامية.
اخيرا يبقى الشعب اليمني صاحب الحضارة العريقة، عصيا على الوهابية، رغم ان الوهابية مضى على محاولاتها لاختراق الشعب اليمني عقودا طويلة، بل ان الشعب اليمني اثبت للعالم اجمع ان الوهابية اعجز حتى من التغلغل الى اليمن من خلال الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها اليمن، بسبب السياسات الاقتصادية الفاشلة التي اعتمدتها الحكومات اليمنية المتعاقبة، وهذا الامر بحد ذاته يعتبر فضيلة للشعب اليمني، الذي رفض الدولارات النفطية السعودية لانها ملوثة بالوهابية، وهو ما يفسر جنون الدريهم وغيره.
* سامي رمزي - شفقنا
المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها