كما هي عادتهم في كلّ عام أقام السّادةُ الخَدَم من منتسبي العتبة العبّاسية المقدّسة مجلساً عزائيّاً أحيوا من خلاله مصاب جدّتهم السيّدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) بذكرى شهادتها، هذه الذكرى التي تركت في سويداء القلب حزناً سرمديّاً لا تبرد حرارته على مدى العصور والدهور فبقى أحفادها ومحبّوها يندبونها، وما هذه المراسيم العزائيّة إلّا واحدة من إحياء ذكراها وهو تقليدٌ عزائيّ سنويّ دأبوا على إقامته منذ سبع سنوات.
المجلس العزائيّ يُعقد عصر كلّ يومٍ في صحن أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) بدءً من يوم الشهادة (13جمادى الأولى) ويستمرّ لثلاثة أيّام بعد هذا التاريخ (15 جمادى الأولى) ويشمل تلاوةً معطّرة من آيات القرآن الكريم ثمّ إلقاء محاضرةٍ دينيّة ويُختَتَم بمرثيّةٍ حسينيّة.
ارتقى منبر العزاء الفاطميّ هذه السنة فضيلة السيد مضر القزويني من قسم الشؤون الدينيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة وتوزّعت محاضراته الدينيّة على محاور عدّه حول بيان مظلوميّة الزهراء(عليها السلام) وما جرى عليها من ظلمٍ وجور بعد شهادة أبيها رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وجعل ذكراها(سلام الله عليها) عبرةً نستلهم من وحيها القيم والمعاني والدلالات التي أصبحت نبراسًا ونورًا تهتدي به الأجيال على مرّ العصور، إضافةً الى عرض ما تختصّ به الزهراء(عليها السلام) من مكانةٍ ومنزلةٍ عظيمة لدى أبيها رسول الله(صلى الله عليه وآله). ثمّ يُختَتَم المجلس بلطميّات ومرثيّات تجسّد عظم هذه الفاجعة، يقرأها السيّد بدري ماميثة من شعبة السّادة الخدم في العتبة المقدّسة.
يُذكر أنّ العتبة العبّاسية المقدّسة قد أعدّت برنامجاً عزائيّاً يتضمّن العديد من الفقرات والفعاليّات العزائيّة من إلقاء محاضراتٍ دينية، وإقامة مجالس عزائيّة مخصوصة لإحياء هذه المناسبة، إضافةً الى أنّها أعلنت عن استعدادها لاستقبال مواكب العزاء من داخل وخارج مدينة كربلاء المقدّسة، التي تأتي لمواساة وتعزية الإمام أبي عبد الله الحسين وأخيه أبي الفضل العبّاس(عليهما السلام).