واعتبر قاسم الإساءة للنبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم والسخرية منه، إثارة لسخط الملايين من المسلمين و"يولّد ردات فعل عنيفة تجاه مصدر الإساءة"، مضيفاً "إذا كانت دول كبرى تدافع عن هذا الاستهداف المنحطِّ، فكيف يمكن التصديق بأنها تحارب الإرهاب، وأنها عازمة على القضاء عليه؟! كيف أَدّعي غايةً لا آتي إلا بما يُنافيها، ويجعلها مستحيلة؟!"، موضحاً إن "الحرب التي تشنّها هذه الدول على الإرهاب إنما هي في الحدّ الذي يكفيها شرّه، ويجعله أداة طيّعة بيدها لتشويه الإسلام".
وأضاف قاسم "إن مَن يدين الإرهاب فعليه أن يدين شتم المقدّسات واللغة الساقطة الدنيئة التي يحاول أصحابها النيل من كرامة أنبياء الله ورسله وأوليائه العظام، فإن ذلك من أشدّ وقود الإرهاب وأسرعه اشتعالً".
كما دان قاسم "الإرهاب في حقّ كل الشعوب ومِن أيٍّ كان، وكلّ الساقطين ممن يستهدفون دين الله وأنبياءه ورسله بالإساءة" مؤكداً إن "أممًا وأقطارًا وشعوبًا كثيرة في الأرض لها مقدّساتها التي تضع أرواحها رخيصة على طريق حمايتها".
وتساءل قاسم مستغرباً "إذا كانت حرية البذاءة والكلمة الساقطة وإهانة الآخرين والازدراء بهم مقدّسًا لدى أولئك كلهم، ولا يمكن المساس به، ويستحقّ أن تقوم من أجله الحروب ويُفتك بشعوبٍ وأمم، فلماذا لا يحقّ للآخرين أن تكون لهم مقدساتهم التي يدافعون عنها، ولا يرضون لها الإهانة، ويرون أنها تستحقّ منهم التضحية والفداء؟!".
وأردف قاسم "إذا كانت الدول ستجتمع على حماية مقدّس الكلمة السافلة، والتعدي على كرامة الآخرين، فَلْتُجمع على حماية كل المقدّسات لو كان ممكنًا أن يجتمع الأمران، وإلا فلتتنازل عن مقدّساتها وهي لا تقيم وزنًا لأي مقدّسٍ آخر"، مؤكداً أن "لا إرهاب ولا عدوانية ولا تعدِّيَ على المسيحية في قبال تعدٍّ جاهليّ على الإسلام، لا تعدِّيَ على دين الآخرين بسبٍّ وشتم، لا تعدِّيَ من المسلم الحق على دين الآخر، ولا على أتباع المسيحية أو غيرها، لا ابتداء ولا على مستوى رد الفعل... هكذا علمنا الإسلام".
وطالب قاسم الآخرين بتقديم "أي حجة ضد ديننا وباللغة الإنسانية والعلمية المناسبة، والإسلام قادر وبكل كفاءة على مقارعة الحجة بالحجة، ومواجهة الدليل بالدليل، لا حَجْرَ عندنا على الرأي العلمي، ومستعدون أن نقابل ما يُدَّعى علمًا بالقلم" وفق الصحيفة.
المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها