وفقا لما اوردته وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء اضاف التركي ان "داعش" والقاعدة تبذلان قصارى جهدهما للقيام بأعمال أو جرائم إرهابية داخل السعودية .. وهم يحاولون استهداف النسيج الاجتماعي وخلق صراع طائفي داخل البلاد .. وهذا يظهر الطبيعة الطائفية المتزايدة للعقيدة الجهادية.
المعروف ان تصريحات المسؤول الامني السعودي جاءت بعد اسبوع من كلمة زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي المسجلة والتي دعا فيها لشن هجمات على الشيعة في السعودية اولا ، ومن ثم على النظام ، وفي الاخير على الصليبيين !!.
كما تاتي تصريحات التركي بعد الهجوم الارهابي التكفيري الذي شنه مسلحون في الأحساء بالمنطقة الشرقية في الثالث من نوفمبر تشرين الثاني الجاري واسفر عن مقتل ثمانية أشخاص من المسلمين الشيعة أثناء مراسم عاشوراء الامام الحسين عليه السلام.
هناك عبارة قالها اللواء التركي ضمن تصريحاته يجب الا نمر من امامها مرور الكرام ، وهو يصف الممارسات الاجرامية للتكفيريين حيث يقول :"وهذا يظهر الطبيعة الطائفية المتزايدة للعقيدة الجهادية".
لاندري هل اللواء التركي واقف حقا على خطورة "الطائفية" ؟، وهل يعتقد حقا ان الدعوة الى "الطائفية" جريمة يجب ان يحاسب عليها لانها تهدد النسيج الاجتماعي وتثير الفوضى وتهدد الامن والاستقرار في البلاد؟.
اللواء التركي بوصفه رجل امن ، يشعر اكثر من غيره باهمية الامن في اي مجتمع لاسيما مجتمعه ، فلولا وجود الامن لا يمكن وضع حجر على حجر ولا تستقيم الحياة ، بل تتحول المجتمعات الى غابة يأكل الناس بعضهم بعضا ، ومن اهم اسباب انهيار المجتمعات هو انعدام الامن ، والانهيارات المجتمعية تبدأ مع شيوع ثقافة الحقد والكراهية بين ابناء المجتمع الواحد ، حيث ينظر كل مواطن الى الاخر على انه عدو يجب التخلص منه في اقرب فرصة وباي شكل من الاشكال. هذه الثقافة البغيضة هي التي تحاربها الحكومات عادة في اي بلد من البلدان ، فمن مصلحة الحكومة قبل كل شيء ان يسود الامن والاستقرار ، لكي يكون بامكانها ان تحكم وتمارس اعمالها ، ففي ظل الفوضى لن تبقى اية هيبة للحكومة.
للاسف الشديد ، ورغم ان المتحدث الامني بوزارة الداخلية السعودية قد وضع اصبعه على الجرح النازف في بلاده ، وهو جرح الطائفية ، الذي لو ترك هكذا مفتوحا فانه سيتعفن ويصيب الجسد كله بالشلل ، الا اننا وعلى الصعيد العملي لم نجد اجراء جادا من قبل السلطات السعودية للقضاء على ظاهرة "الطائفية" التي تستشري في المجتمع السعودي ، والتي تعتبر خطرا مميتا لهذا المجتمع ، وان كل ما نراه ونسمعه هو اجراءات شكلية لا تتعامل مع القضية الطائفية بشكل جذري وحقيقي يمكن ان يخلص المجتمع من هذه الافة الخطيرة.
لا نتجنى او نتهم الاخرين دون دليل ، الا ان "الطائفية" هي الغذاء الروحي لاغلب علماء الوهابية في السعودية ، ويكفي ان يستمع اي انسان لدقائق معدودات لاي خطيب وهابي ، او يتصفح ورقيات لاي كتاب وهابي ، حتى يختنق من رائحة الطائفية التي تفوح منها والتي تزكم الانوف ، وهذه حقيقة يعرفها المسؤولون السعوديون سياسيون وامنيون ، وهي حقيقة ليست بخافية او مستترة او ان الوهابية تقولها بالخفاء او تخجل من اعلانها على الملأ ، فكلنا سمع علامة الوهابية صالح الفوزان كيف اعلن وعلى الملأ ان الشيعة ليسوا اخواننا بل هم اخوان ابليس ونبرا الى الله منهم .
هنا نوجه كلامنا الى اللواء التركي ، ما هو رايك فيما قاله الفوزان ، بوصفك رجل امن وترى في الطائفية تهديدا لامن المجتمع الذي تسهر
على سلامته؟، ورغم اني لا ادري ماذا سيكون ردك ، ولكن احب ان اذكرك بمقولة اسلامية وانسانية جميلة قالها اية الله السيد علي السيستاني وهو يدعو العراقيين سنة وشيعة الى التعاضد والتضامن :"ان السنة انفسنا" ، ترى ماذا تقول ايها اللواء التركي فيما قاله السيد السيستاني ؟ ، وكيف تقارن بين موقفه هذا من السنة وموقف الفوزان من الشيعة ؟!!.
اخيرا اقول للواء التركي ان محاربة الارهاب في السعودية ليست بتلك الصعوبة التي يصورها النظام الامني لديكم ، لانه وعوضا عن مطاردة شباب غسل دماغه اناس من امثال الفوزان وحولوهم الى مجرمين ، نرجو منك ان تطلب من الفوزان وامثاله ان يكفوا عن الكلام ، فاذا سكتوا ستسكت الفتنة.