شهدت العاصمة الايرانية طهران إقامة الدورة الثلاثين لمؤتمر الوحدة الاسلامية تحت شعار (الوحدة و ضرورة مواجهة التيارات التكفيرية) بحضور أكثر من 220 عالماً ومفكراً من 60 دولة في العالم.
التحدي الاكبر الذي يواجهه العالم الاسلامي اليوم هو خطر التكفير ولطرف والارهاب كان العنوان الرئيسي في هذه الدورة من المؤتمر حيث إغتمت الوفاق مشاركة نخب من العالم الاسلامي في هذا المؤتمر حيث سألتهم عن أهمية هذا المؤتمر في هذه المرحلة.
فأجاب الشيخ نعيم قاسم نائب أمين عام حزب الله للوفاق قائلاً أن مؤتمر الوحدة الاسلامية هو علم من أعلام التأكيد على اجتماع المسلمين سنة وشيعة حيث يجتمع العلماء والمفكرون وقادة الرأي وبالتالي من خلال التداول حول أبرز قضايا الامة أتى هذا العام الحديث عن مواجهة التيارات التكفيرية كأمر ملح وهو في الواقع جزء من المشروع الكبير الموجود لدينا وهو مواجهة الكيان الصهيوني لأن هولاء يخدمون المشروع الصهيوني.
واضاف أن أهمية هذا المؤتمر هو أنه يوحد وجهة النظر ويؤكد على أن المواجهة يجب أن تكون عملية وبإبعادها الثلاثة: الثقافية والسياسية والجهادية ويتم الاطلاع من قبل المؤتمرين على مايجري وخاصة في سوريا والعراق والدول المختلفة التي تواجهها هذه التيارات التكفيرية و الانتصارات الكبيرة التي حققها المجاهدون و جبهة المقاومة و خاصة مؤخراً في حلب.
بدوره قال أمين عام المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية الشيخ محسن الاراكي في تصريح للوفاق أن هذه الدورة ظهرت فيها من علائم الانتصار وهي كانت الاكثر توفيقاً من الدورات السابقة ولذلك بسبب الترحبيب الكبير الذي تلقاه هذا المؤتمر من جانب جمع كبير من علماء الأمة ونخبها في العالم الاسلام وخارجه.
وأضاف أن هذا الترحيب الواسع وهذا التعاون والتفاعل الناشط في هذه الدورة بالذات و الذي يتميز على الدورات السابقة من هذا الجانب دليل على أن الصحوة الاسلامية بدأت تعود الى جسم هذه الامة و بدأت الامة تسعيد صحوتها ونحن نأمل بان الانتصارات الذي حققها المجاهدون في جبهات القتال ضد الارهاب والتكفير أن تؤدي الى زوال ظاهرة التكفير والارهاب من عالمنا الاسلامي.
من ناحيته قال نجدت انزور نائب رئيس مجلس الشعب السوري والمخرج السينمائي الكبير أن الهدف من هذه الهجمة التكفيرية هو تجزئة المجزء و تفتيت المفتت و عندما نقول وحدة اسلامية عندما نقول وحدة اسلامية يعني نحن نقف في وجه هذا الخطر التكفيري.
و أضاف أن هذا المؤتمر سيساهم في جمع العلماء و كلمتهم تحت راية الجمهورية الاسلامية الايرانية التي هي اقوى دولة في العالم اليوم و يعول عليها الكثير في سبيل تحرير فلسطين و دعم خط المقاومة و لذلك يجب أن تخرج هذه المؤتمرات الى نتائج تؤثر على الثقافة و تغيير مناهج التدريب و التعليم و تأسيس مادة للاخلاق و نريد انسانا عربيا يستطيع مواجهة الكيان الصهيوني.
ومن جانب اخر اجاب الدكتور منير قرنتي – استاذ جامعي من المغرب وامام خطيب – حيث أوضح قائلا: لو افتتحنا هذا السؤال بما هي الاسباب البعيدة وما هي الاسباب القريبة والمباشرة لظهور الفكر الاقصائي ولا نقول التفكيري فالفكر الاقصائي أصح وأكثر تعبيراً، نحن في هذا الوطن وفي هذا العالم كانت لنا شطحات، فبعد ان كنا سادات اصبحنا اقل من العبيد لاننا اصبحنا لا ننشد الحرية واصبحنا نسير في ركب المستكبرين، وهذا اثر على الجانب العلمي والمعرفي فإن استعمرنا الغرب، خرج وترك لنا اذياله او اذنابه المهم انهم استطاعوا ان يدخلوا عقولنا ويطلبون منا ان نفكر باسلوبهم واطلقوا اعلى هذا الاسلوب (الحداثة)، قيل للبعض ان الحداثة هي ان تعيش الواقع كما هو حسب العصر، لكن الواقع والحقيقة في معنى الكلمة ان الحداثة هو ان الرجل الذي يسير في ركب الاستعمار، الاستعمار الان هي الولايات المتحدة الامريكية والكيان الصهيوني، أنا أدرس العلاقات الدولية وادرس المنظمات الدولية – هكذا يقسموا العالم بما يسمى العالم الاول أما اوروبا فدعك منها وما الذي حدث؟ هذا الاستعمار يستخدم آليات للسيطرة وللبقاء ولأن يحيا هو وشعبه في حياة طيبة ولا تلوموا، وأنت لابد أن تلوم نفسك كيف كنت وكيف اصبحت.والسبب في ما نحن فيه أننا استقلنا وقدمنا استقالة في المجال العلمي والمجال المعرفي ليست استقالة من الحياة، فالمشكلة اننا اصبحنا بعيدا عن قوله تعالى (اقرأ باسم ربك الذي خلق..) وأبتعدنا عن (ن والقلم وما يسيطرون)، ماالذي حدث؟! عندما بدأت النهضة العلمية والمعرفية في الغرب والعديد من السيناريوهات وضعها كمواجهة لينظروا الى احوالنا وكيف نرد عليها ووضعوا السيناريو المحكم حيث بثوا افكاراً تقضيى على الآخر وأطلق عليها ما بدا لك من اسماء (قاعدة.. داعش.. تكفير.. وهابي.. بهائي) فهو فكر اقصائي أن النبي(ص) علمنا الحرية.. الاستماع وحسن الاستماع للآخر فمهما قال ايجابيا.
فهذا الامام علي(ع) يقول: اذا ناقشت جاهلا غلبني وان ناقشت متعلماً غلبته بالنسبة للجاهل متفقين يعني فارغ التوفيق يعني بحيث لا تستطيع ان تتحدث معه.
أما بالنسبة للمتعلم فإن أنا اقنعته فهذا انتصار وإن اقنعني هو بفكره فأنا قد انتصرت عليه مرة ثانية فكيف؟ لقد حجب مني جزءاً من التخلف ولقد ابعد عني جهلاً، أليس هذا انتصاراً؟ انه مصداق قول نبينا(ص): ما التقى مسلمان إلا افاد الله احدهما الآخر سبحانه وتعالى هذه مدرسة امير المؤمنين وليس كما يروج عنا من هذا، اذا نحن في مواجهة حقيقية مع الغرب ولكن بأسلحتنا، اسلحتنا هم ابناؤنا وسلاحنا هو فكر بلاغتنا، سنقول هؤلاء يملكون علماً في الحقيقة هم يملكون علماً هو علم تخريبي يدعو الى الا تحفظوا كتاب الله ليس بالضرورة علم الاسلام ما قبله لا تصلي لا تصوم هذه ابجديات، اذا اين رسول..؟ وجود الرسول(ص) حقيقة في اننا ابعدنا عن ارادة غيرنا، كيف نعود برسول الله(ص)؟ ولقد آتينا لقمان الحكمة.. القيادة.. لابد ان تكون في النبي(ص) وتحت مظلته(ص)، كيف تكون بيننا الكلمة الطيبة، وهي التي يجب ان تكون لان الله هو الذي اوصانا بذلك (ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً ومن يطع الله..) وفي الختام نسأل الله سبحانه وتعال التوفيق.
وفي تصريح اخر قال الدكتور علي رمضان الأوسي المقيم في لندن وهو أكاديمي وباحث اسلامي ورئيس المركز الاسلامي هناك، فأجاب قائلا: ان هذه أمتكم أمة واحدة وانا ربكم فاعبدون) طبعا ان الوحدة الاسلامية هي المشروع الاستراتيجي لجمع شمل الامة المشتتة، ومن بركات الامام الخميني دعوته لهذا الاسبوع.
هذا الاسبوع يربط بين روايتين رواية 12 ربيع الاول ورواية 17 ربيع الاول لولادة الرسول(ص) فيجتمع فيه المسلم الشيعي والسني وبالتالي انا اتحدث اليكم وانا انظر لصلاة الوحدة – وهي صلاة الجماعة التي صلاها المشاركون في المؤتمر صلاة الظهر وأعتقد ان هذا الجمع وهذا التفاعل وهذا التعاطي في قصة محاور الوحدة الاسلامية انه سيخدم ان لم يخدم بالامس او بالماضي سيخدم بالمستقبل القريب والكل يتطلع الى القيم التي يحملها هذا الاسبوع، هذا الاسبوع نفتقده في كثير من الجاليات او الاوساط اوساط الامة الاسلامية لكن في الجمهورية الاسلامية له حضور كبير جداُ ومؤثر واعتقد بدأ هذا الاسبوع خارج حدود هذه الجمهورية الاسلامية نجده من حيث ما نقيم في اوروبا وفي القارة الاميركية وفي بعض الدول العربية وفي العراق بشكل واضح، وان هناك احياء كبيرا لهذا الاسبوع، قطعاً اسبوع الوحدة قد يعطي ثماره اليوم او غداً إنما هو خطوة ايجابية ونوعية من اجل تعزيز اواصر الوحدة الاسلامية.
وفي اجابته على السؤال الثاني تحدث قائلا: التكفير والارهاب ليس مشروعا ولا دين له بل هو فوضى خلاقة يرعاها الاستكبار العالمي من أجل ان يحقق اجندة خاصة ومن اجل ان ينجز خطوات تخدم مصالحه في المنطقة والعالم، اعتقد التكفير بات مفضوحا لكل الناس ولكل ذي عينين اعتقد ان التكفير لا ينسجم مع الفطرة الانسانية ولا ينسجم مع الروح الاعتدالية في الانسان المسلم ناهيك عن الانسان بشكل عام.
اعتقد ان التكفير منهزم وهذه ايامه الاخيرة حيث نشهد انتصارات كثيرة في العراق بالموصل وفي سوريا بحلب وحتى في اليمن وفي أماكن اخرى مثل شمال افريقيا، بدأ ينحصر هذا التفكير وهذا الارهاب الدولي.
اعتقد لا يمكن مواجهة مثل هذا التكفير الا بوحدة المسلمين وبتفهمنا بعضنا البعض، فيجب علينا نحن المسلمون ان نقف وقفة واحدة وموقف واحد نتطارح او نطرح الامور عن قرب فاذا ما تطارحنا هذه الامور سنذلل كثير من الصعاب التي لا توجد فيها الكثر من الاختلافات.
وفي تصريح آخر قال وكيل وزير الثقافة العراقي الاقدم (جابر الجابري) متحدثاً: ان الوحدة ليست شعاراً وليست مفهوما فارغا بل هو اقصى ما يمكن ان نصل اليه في مشروع الامة، ولذلك فهذا الهدف هو البناء الاعلى والاسمى في وجود الله ان يحقق لها هذه الحقيقة هذه الخطوات وهذا الهدف الجاد هو السبب في كل هذه الحرب المستمرة على الامة واستخدامهم لكل ما عندهم من قدرات ووسائل وامكانات لايقاف هذا الهدف النبيل.
وأضاف انا من هنا اريد ان احيي الجمهورية الاسلامية لحقيقة اصرارها ولمدة ثلاثين عاماً على اقامة هذا المؤتمر ودعوتها للضيوف من جميع ارجاء الدنيا واطرافها من نخب السياسة والفكر والعلم رغم كل ما تتعرض له ايران والمنطقة من مخاطر ومصاعب.
ومن ساحل العاج تحدث للوفاق الاعلامي (سندو كونه) حيث قال بأنه يشارك دائما في هذه المؤتمرات وانه مفيد جدا فمن خلاله يطلع على امور كثيرة في العالم الاسلامي لا يعلمها لو لا المجيء الى ايران والحضور ومشاهدة امور كثيرة بعيدة عنه وعن افكاره في بلده.
وبالمقابل تحدث الاعلامي اليمني (امين الحاكم) عن اهمية مؤتمر الوحدة الاسلامية سنويا خصوصا في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة والعالم الاسلامي ككل.
اما الشيخ علي الحكيم المقيم في لندن فقد اكد على أهمية مثل هذه المؤتمرات وبالخصوص مؤتمر الوحدة الاسلامية الذي تعقده الجمهورية الاسلامية كل عام ومنذ ثلاثين عاما.
واجاب الشيخ محمد خضر رئيس المنتدى الاسلامي للدعوة والحوار في لبنان قائلا انا اعتقد اننا بحاجة لا لاسبوع ولكن بحاجة الى اسابيع ولشهور نعمل من خلالها بشكل متواصل لتحديد الوحدة الاسلامية لاننا ابتعدنا كثيرا عن تحقيق هذا الهدف وعن تحقيق هذا الواقع بعد ان تمكنت منا العصبيات الجاهلية وفرقت بيننا المشاريع السياسية ولذلك تعتبر الوحدة الاسلامية واجبا شرعيا على كل مسلم عليه من موقعه والعلماء والمفكرون الادباء في المقدمة يجب ان يقودوا هذه المسيرة لاننا بحاجة الى مشروع متكامل وخطط عملية متكاملة تخاطب الراي العام لاعادة صياغة الرأي العام بطريقة ايجابية تجاه الوحدة الاسلامية. تتخلى من خلالها عن كل العصبيات الجاهلية وعن كل الشعارات التي فرقت بين المسلمين والتي اوصلتنا الى ما نحن فيه اليوم من ازمات ومشكلات وحروب ومواجهات فيما بين ابناء الامة الاسلامية.
واضاف لا مخرج لنا من هذه الحروب والازمات والمواجهات التي يعيشها عالمنا العربي والاسلامي الا بوحدتنا وهذه الوحدة لا يمكن ان تتحق الا بالعودة الى القواسم المشتركة والاساسيات التي تربينا عليها وعلى ضوء القرآن الكريم وعلى ضوء احاديث النبي(ص) ينبغي ان نعود الى القواسم المشتركة وان نتخلى عن كل الشعارات والمشاريع المشبوهة التي تفرق بين المسلمين اليوم واكثر من اي وقت مضى خاصة ونحن نرى دماء اسيلت في الميدان وفي غير المعركة الحقيقية ومعركتنا الحقيقية هي في مواجهة العدو الصهيوني لاسترجاع مقدساتنا الحقيقية.
اما الشيخ ماهر مصري من لبنان رئيس الهيئة السنية لنصرة المقاومة قال في تصريح نستطيع ان ننتصر على هذه الجماعة وان تقف بوجه هذه الجماعة بوحدتنا الاسلامية الصادقة التي يريدها الله سبحانه وتعالى عندما اقول وحدتنا الصادقة اي قول وفعلا ينبغي من ان ندعو للوحدة الاسلامية ونطبق الوحدة الاسلامية وان نعتصم بحبل الله جميعا لان الله هو الذي امرنا (يا ايها الذين امنوا اتقول الله حق تقاته) يجب ان نعتصم بحبل الله حق الاعتصام وان ننتصر على من يريد محاربة الدين وليس المذاهب. اولياء التكفير يحاربون الدين الاسلامي ولا يحاربون السنة ولا يحاربون الشيعة.
واضاف بان الجهل بمعارف الاسلام حالت دون تطبيق المسلمين لتعاليمهم الدينية وشيوع ظاهرة التكفير فيما بينهم، ولفت الشيخ الى عدم وجود فروق حقيقية بين الشيعة والسنة واضاف: للاسف فأن بعض الافراد المتعصبين يلجأون الى تكفير بعضهم الآخر وينبغي العمل على ازالة مثل هذه التعصبات من اجل تحقيق الوحدة بين المسلمين.
واشار الى اعتداءات الكيان الصهيوني على غزة والجنوب اللبناني مشددا بانه اذا لم تكن المقاومة اللبنانية وحزب الله ماكان المسلمون سيتمكنون من مواجهة مؤامرات اعداء الاسلام، وفي نفس السياق دعا الشيخ علماء البلاد الاسلامية ان يتوحدوا في سبيل الدعوة الى الاسلام الحقيقي.
ولقد اجاب الشيخ محمد نمر زغلود رئيس المجلس الاسلامي الفلسطيني في لبنان قائلا نحن نعلم ان الوحدة الاسلامية هي القوة وان التفرقة هي الضعف والضعف يؤدي الى الموت لذلك ان الوحدة الاسلامية في هذا الوقت على الاخص هي ضرورة انسانية وضرورة انسانية وضروة عسكرية وكل الضرورات لوحدة المسلمين ليقف في وجه المدعين للمسلمين مدمرين، القاتلين للمسلمين المدمرين للمساجد نابشي القبور.
ان الوحدة وحدة المسلمين بقوتهم هي التي تقف بوجههم وكشفهم لان رب العالمين قال لنا (واعتصموا بحبل الله جميعا) وهو الذي يقودنا اذن نحن نعتصم بعضنا بعض ومن ثم نقضي على هؤلاء التكفيريين بوحدتنا بقوتنا ووحدتنا وليس بالكلام فقط لكن بالسلاح والسلاح هو امر ضروري.
وقال على جميع المسلمين الاقتداء بسنة الرسول (ص) وشيعة في الولاء لاهل البيت (ع) مثمنا مرة اخرى، دور ايران وقادتها في الدفاع عن المقاومة في مواجهة المشروع التكفيري التخريبي داعيا جميع علماء العالم الاسلامي ومجمع التقريب لتكثيف جهودهم وتوحيدها لافشال مشروع الفتنة المذهبية.
ان التفرقة فكر صهيوني وفكر اوروبي استكباري. المسلمون في النهاية أمة واحدة نؤمن بالله الواحد، كتابنا المنزل القرآن، قبلتنا واحدة، ومن أخذ بهذه الأصول والتزمها فهو مؤمن مهما كان مذهبه، ولیست المذاهب في واقع الأمر إلّا إجتهاد في فهم نصوص الكتاب والسنة التي هي مصادر هذا الدین، وإن تمایزت طرقها في ذلك، أو اختلف أئمتها في التفسیر والتأویل، والاصول والقواعد والترجیح بین الأقوال في عدد من المسائل.
وان الاستكبار یُخطط لفتنة الیوم یراد لها ان تنبعث في بلاد أهل الاسلام في وقت نحتاج فیه الى وحدة الأمة الاسلامیة في كل الدول.
اننا ندعو إلی نبذ الخلاف بین المسلمین وإلی توحید كلمتهم، ومواقفهم، وإلی التأكید علی احترام بعضهم لبعض، وإلی تعزیز التضامن بین شعوبهم ودولهم، وإلی تقویة روابط الأخوة التي تجمعهم علی التحابّ في الله وألا یتركوا مجالاً للفتنة وللتدخل بینهم. فالله سبحانه وتعالی یقول: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ.
فعلی المسلمین جمیعاً أن یقتدوا بكتاب الله ویوحدوا الصفوف ويتجنبوا كلّ ما یفرّقهم ویشتّتهم وخاصة في هذه الأیام التي اتفقت فیها قوی الكفر والإستكبار علی تفتیتهم وتفریقهم وإراقة دماء بعضهم بید بعض، بغیة تحقیق مآربهم الشیطانیة في الهیمنة علی البلدان الإسلامیة، ونهب خیراتها، وتوفیر الأمن للكیان الصهیوني.
ومن جانب اخر قالت الدكتورة شذى العبوسي من العراق ان موضوع المؤتمر هذا العام هو مواجهة التيارات التكفيرية ونعتقد ان هذا سيساهم مساهمة فاعلة في الحفاظ على الوحدة الاسلامية لان الافكار الهدامة الافكار المتطرفّة هي التي ادت بنا الى هذا الانقسام الوضع الامني المزري في العراق وسوريا واليمن وكل الدول الاسلامية والجميع يواجه عنف تكفيري وليس فقط افكار بدؤها بافكار فتاوى ثم انتهى الى السوء الوضع الامني والتفجيرات والارهاب فاذا اردنا ان نحافظ على وحدتنا الاسلامية على أمننا واستقرارنا في العالم الاسلامي ينبغي ان نركز على فكر الاعتدال والتقريب بين الجميع بان يجمع الكل على الفكر المعتدل لكي نعيد هيبة. الاسلام المتطرف والتكفيرون اساؤوا جدا للاسلام ونحن نريد ان نعيد هيبة هذا الدين وهيبة الاسلام.
وقالت الدكتورة غدير جمال من الكويت ان التيارات التكفيرية هي جبهة واحدة وليس جبهات مختلفة هي جبهة يقودها قائد واحد وهو الاستكبار العالمي لذلك يجب مواجهته بالوحدة الخطط التكفيرية والتيارات التكفيرية تكون مواجهتها فقط بالوحدة الاسلامية بان يتحد المسلمون لا يستطيعون ان يفعلوا شيء لان يد الله فوق يد الجماعة.
وقالت أن حرص الجمهورية الاسلامية على اقامة المؤتمر الدولي للوحدة الاسلامية كل عام، خير دليل على ريادتها واهتمامها الملفت بتوحيد صفوف الامة الاسلامية والارتقاء بقدراتها وطاقاتها لمجارات الامم المتقدمة
وعن تقريب المذاهب الاسلامية في المرحلة الراهنة قالت ان المسلمين تخاذلوا عن دينهم واتجهوا باتجاهات الى الاجنبي والى الاستعمار استسلم الجميع للاستعمار اما الحرب والغزو الحربي ادى الى ضعف الامة الاسلامية ولكن الذي يواجهه في كل هذا الموضوع هو وجود ثورة اسلامية هذه الثورة الاسلامية لديها منهجية المقاومة لذلك هذا هو الخط الوحيد خط المواجهة الاستكبار خط التمسك بهذا الدين الاسلامي الاصيل كل الامور تنحل باصلاح هذا الفكر وتقويم الفكر للانسان المسلم عند سلكنا بقيم الاسلام الاصيلة. ليس فقط بالمؤتمرات بل بوحدة الجميع في الاعمال التي تقع في الفكر الثقافي ويأتي ايضا بالعمل الاعلامي كل الامور الثقافية الاسلامية ممكن ان تؤدي الى الوحدة الاسلامية وعلى جميع المسلمين وعلماء المسلمين يجب ان يتوجهوا الى اصلاح التراث الاسلامي من كل شائبة تؤثر على الفكر الاسلامي واتمنى ان يكثر الجهد الاعلامي في هذا المجال.
وقالت لاشك أن بوسع النساء الاضطلاع بدور هام وخطير في تحقيق الوحدة في اوساط الامة الاسلامية، ولكن ما يؤسف له أن مثل هذا الدور لم يتم الالتفات اليه ولم يحض بالاهتمام المطلوب. ومهما يكن فأن موضوع الوحدة بات اليوم ضرورة ملحة للمسلمين جميعاً، ففي ظل الوحدة بوسعنا التصدي للدسائس والمؤامرات التي تستهدف كيان الامة الاسلامية ودحرها وافشالها.
واما الاستاذ هيثم السهلان جامع الشيخ سهلان من العراق فاجاب: التقريب في مفهوم الكثير من ابناء المسلمين انه انسجام المذاهب الاسلامية في مذهب واحد وهذا الامر لا يمكن ان يحقق التقريب بمعناه الحقيقي بل هو ان نفهم الاخر وان نتحاور ونتدارس ونتباحث خلال مدارسنا مع الاخر ونسمع كلمة المسلمين على موقف واحد وهو موقف العبودية لله عز وجل واتباع سنة رسول الله(ص) كل من خلال الاسلام نبأ كبير وان نتذوق من هذا النبأ الالهي الذي في النتيجة عملية جاءت من خلال رسول الله(ص) هي الاستفادة من الاخر ان نكون في سلة واحدة نأكل من فيض هذا الدين العظيم الذي جاء رحمة للعالمين واذا جاء التكفير من الذين يدعون انهم من المسلمين فهو ان واقع هؤلاء هم من الخوارج لا يمكن لمسلم اصيل ان يكفر الاخر المسلم.
وقد جاء في هذه السنوات صناعة غربية استعمارية تعليم ابناء المسلمين وتعزيز المدارس الاسلامية على اسس تكفيرية وظيفة المؤتمر هو جمع المذاهب الاسلامية وعن قضية فلسطين قال فلسطين قضية اساسية لكل مسلم او مفكر اي انسان ينشد العدل، فلسطين دولة قد اغتصبت من كيان اجنبي جاء محتلا لارض بيت الله فكل انسان سواء كان مسلم أو غير مسلم اذا كان ينشد العدل وان يطالب بالعدل فلا بد ان تكون بوصلة فلسطين بوصلته وهذا ما قامت عليه القوانين الدولية وقامت عليه الشرائع الاسلامية حتى الاديان الاخرى.
وقال من المؤلم حقاً أن ترتكب كل هذه الجرائم باسم الاسلام، ولكن يعلم الجميع أن الدين الاسلامي دين الرحمة، دين السلام والوئام، وكلنا أمل في أن يأتي اليوم الذي ينعم فيه العالم الاسلامي بالامن والسلام، والتعايش والوئام، وأن تستأصل جذور العنف والارهاب من العالم بأسره.
نشكر القائمين على مؤتمر التقريب بين المذاهب على عقده وهو ناجح حيث جمع بين كثير من الشخصيات الاسلامية من انحاء العالم في مكان مبارك طهران عاصمة ايران لكي ليناقشوا هموم الدول الاسلامية.
ولهذا فنحن نفخر بحضور مؤتمر الوحدة الاسلامية ومشاركته همومه ومساعيه على طريق جمع كلمة المسلمين وتحقيق وحدة الامة الاسلامية.
اما الشيخ علي الحكيم المقيم في لندن فقد اكد على اهمية فعل هذه المؤتمرات وبالخصوص مؤتمر الوحدة الاسلامية الذي تعقده الجمهورية الاسلامية الايرانية في كل عام ومنذ ثلاثين عاما كما اشاد بالحضور الفعال وأكد على مواجهة الافكار الانحرافية في كل ارجاء العالم وفي كل اشكالها واطوارها.
وتحدث ايضا الشيخ محمد قدورة رئيس مركز بدر الكبرى فقال: ان ما تشهده الامة الاسلامية اليوم ينبغي منها اكثر من اي وقت آخر ان تتلاحم وان تتوحد في مواجهة ما يواجهها من تحديات ومخاطر، كما اكد على اهمية القضية الفلسطينية ونسيانها من قبل الكثير من الدول الاسلامية والتي التهت بتحديات جانبية كثيرة اخرى، وهذا ما سيهدف اليه الاستعمار الغربي.