فی مراسم "قراءة الخطبة" فی لیلة الثلاثین من شهر صفر 1438 استقبل حرم مولانا الإمام الرضا(علیه السلام) ولأول مرة عوائل شهداء الدفاع المقدس وشهداء الدفاع عن الحرم وعددا من الجرحى المصابین بقطع النخاع وأقارب وعائلات المتوفین فی حادث القطار الذی کان یقل زائری الإمام الرضا(علیه السلام).
وتضمنت هذه المراسم تکریم ذکرى شهداء الأربعین الحسینی وذکرى زائری الحرم الرضوی الشریف الذین توفوا فی طریقهم إلى مدینة مشهد فی حادث القطار فی محافظة سمنان وذلک عبر نصب تذکاری خاص وضع فی صحن الثورة الإسلامیة.
هذا وقد بدأت هذه المراسم المهیبة بقراءة آیات من کلام الله المجید تلاها القارئ جواد بناهیان وهو من أفضل القرّاء على مستوى البلاد وخادم العتبة الرضویة المقدسة، وثمّ ألقى متولی العتبة الرضویة المقدسة کلمة أکدّ فیها أنّ زیارة حرم الإمام الرضا(علیه السلام) هی فرصة مغتنمة لتزکیة النفس وبناء الشخصیة والتعالی الروحی، وأوضح أنّ العتبة الرضویة المقدسة تمثّل مدرسة لبناء الإنسان وزیادة المعرفة وتفعیل الطاقات، والمعلم فی هذه المدرسة هو الإمام الرضا(علیه السلام) والمتعلمون هم الموالون والمحبون للساحة القدسیة للأئمة المعصومین(علیه السلام).
سماحة السید رئیسی أضاف: فی هذه المدرسة المتعالیة کلّ ما یلزم لتکامل الإنسان السالک إلى الله وترقیه یتوفر بالاستمداد من المکانة السامیة لثامن الحجج(علیه السلام)، وفی هذا المکان الملکوتی یتعلم الزائر من المزور العبودیة الحقة والإیثار فی ظلّ الانقطاع إلى الباری تعالى.
عضو المجلس الأعلى للحوزة العلمیة فی خراسان أشار إلى مضامین خطبة لیلة شهادة الإمام الرضا(علیه السلام)، وقال: هذه الخطبة لیست خطبة تشریفیة بأی شکل من الأشکال، بل إنها نابعة من اعتقاد راسخ وإیمان قلبی عمیق، ففی هذه الخطبة بیان لاعتقاداتنا فی التوحید والنبوة والإمامة والولایة والمعاد.
سماحته أوضح أنّ نظام الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة المقدس نشأعلى أساس القرأن الکریم والتعالیم الإسلامیة الأصیلة، وأضاف: عبر شکر نعمة النظام الإسلامی فإننا فی هذه اللیلة وفی هذه الخطبة نحیی الروح الملکوتیة لمؤسس هذا النظام العظیم، وندعوا الباری تعالى لیمنح العزة والصحة لوارثه بالحق.
عضو مجلس خبراء القیادة أشار إلى وصایا سماحةالسید قائد الثورة السبع التی ضمنّها مرسوم تعیین متولی العتبة الرضویة المقدسة، وقال: فی السیرة الشریفة لمولانا الإمام الرضا(علیه السلام) وأجداده الطیبین نرى الترکیز على إعانة المحرومین والمساکین والفقراء، وبناء علیه یجب أن یکون خدام العتبة الرضویة المقدسة باعتبارهم أوائل المتعلمین فی مدرسته الشریفة والحاملین لرایة العمل بسیرته وتعالیمه یجب أن یکونوا القدوة فی حسن الخلق والسلوک القویم وأن تکون أعمالهم تجلیا للفکر والسیرة الرضویة.
متولی العتبة الرضویة المقدسة ناشد محضر الإمام الرضا(علیه السلام) التوفیق فی حلّ مشکلات المحتاجین والمحرومین، وأکدّ على ضرورة التناسب المعنوی بین الحرم والحریم، وقال: فی ثقافة استضافة الزائرین یجب العمل وکأن الحرم والحریم فضاء واحد، ولیس فقط مدینة مشهد المقدسة ومحافطة خراسان بل یحب أن تصیر إیران بأکملها تجلیا ولحناً رضویاً.
فی هذه المراسم اصطف جمع من خدام الحرم الرضوی المنور وهم یحملون الشموع فی محیط صحن الثورة الإسلامیة بأضلعه الأربعة، وجمع آخر من الخدام الرضویین شکلوا صفوفا فی وسط الصحن، وعبر المراثی وأشعار الرثاء قدموا العزاء لساحة إمام الزمان أرواحنا لتراب مقدمه الفداء بشهادة الإمام علی بن موسى الرضا(ع).
ومن ثمّ تمّ فی هذه المراسم قراءة الخطبة الخاصة بلیلة شهادة الإمام الرضا(ع) بصوت الاستاذ محمد موحد. متن هذه لخطبة یشمل الشهادة بوحدانیة الذات المقدسة الإلهیة، وحمد وثناء الباری تعالى والصلاة والتسلیم على خاتم الرسل(صلى الله علیه وآله) وأیضا السلام على الأئمة المعصومین الأطهار(علیهم السلام) وعلى الشهداء والإمام الراحل، والدعاء لسماحة السید قائد الثورة بالصجة والعافیة وطول العمر.
بعد قراء هذه الخطبة رافق خدام مرقد شمس الشموس(علیه السلام) الحاملین الشموع المضیئة الرادود أحمد واعظی برثائه وسکبوا الدموع فی مأتم شهادة مولاهم الإمام الرضا(علیه السلام)، ومن فقرات مراسم قراءة الخطبة فی لیلة شهادة ثامن الأئمة أنیس النفوس(علیه السلام) قراءة العزاء والمراثی بثلاث لغات هی الفارسیة والعربیة والآذریة.
تجدر الإشارة إلى أنّ مراسم "قراءة الخطبة" تقام مرتین سنویا فی حرم ثامن الحجج الإمام علی بن موسى الرضا(علیه السلام) وذلک فی لیلة ذکرى شهادة الإمام الرضا(علیه السلام) وفی لیلة عاشوراء.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)
المصدر : وکالة رسا للانباء