Friday 22 November 2024

14 August 2023

الاربعين مسيرة القلوب ان مشت

خطواتهم تشق الظلام وتلتهم المسافات وتدك اكتاف الحاضر باقدام مثقلة بأنين الوجود لتوقض التاريخ وتحفز المستقبل، ملحمة من النور البشري الهائل تكتسح عتمة فلسفاتهم ونظرياتهم الخاوية وغرورهم الفارغ الذي لايريد ان يعترف بهزالته امام الايمان والولاء المطلقين، انها اقدام (القلوب ان مشت) وهي تتجه صوب جمال مطلق تزينه شعائر اليقين .


نعم هي ملحمة الاربعين ارثنا الخالد الذي ورثناه عن آبائنا وأجدادنا وسنورثه لابنائنا واحفادنا، اعوام تلو اعوام وصداها يبهر الأجيال ويمتد أفقها كالشيء اللامتناهي الذي لايستطيع المرء ان يري نهايته، ولا يعلم مداه الا الله سبحانه وتعالي .

منذ ألف وثلاثمائة وخمس وستون عاما نصبت قافلة زينب عليها السلام علي النياق الهزل مأتما واليوم صدي الاربعين يجلجل اسماع وعقول وقلوب الملايين من العالم في شتي بقاع الأرض وهو يجسد الصرخة المدوية والخالدة لبطلة كربلاء بوجه يزيد ( فكد كيدك ، واسع سعيك ، وناصب جهدك ، فو الله لا تمحو ذكرنا ، ولا تميت وحينا ) .
ورغم هذه الحقائق تحاول وسائل الإعلام الغربية التغافل عمدا عن هذه الملحمة البشرية العظيمة في وقت تسعي فيه هذه الوسائل الي تغطية الاحداث في شتي المجالات وتسليط الضوء عليها وفي مختلف انحاء العالم مهما كانت هذه الاحداث مجردة من القيم، وفارغة من المحتوي، في حين يتم غض الطرف عن اعظم مسيرة بشرية سلمية واعظم ملحمة انسانية وحدثا دينيا لا نظير له في العالم .
من خلال تطبيق المعايير الاعلامية المهنية يجب ان تكون زيارة الاربعين في طليعة الاحداث التي تتناقلها وسائل الاعلام الغربية وبصورة واسعة ومفصلة، لكنها لم تفعل ذلك بالشكل المطلوب، لان نجاح زيارة الاربعين في كافة المجالات واستيعاب هذه الامواج البشرية الهادرة والزاحفة من كل فج عميق دون وقوع حوادث تذكر برغم الظروف الامنية الصعبة التي يمر بها العراق يعكس بوضوح حسن الادارة والتنظيم والجهود الاستثنائية لمختلف الجهات المشرفة علي هذه الزيارة، وهذا امر لايصب في مصلحة الغرب او في مصلحة وسائل الاعلام الغربية المرتبطة بالدوائر الصهيونية .
كما ان وسائل الاعلام الغربية لاتمارس مهنتها بشرف ونزاهة وهي تعمد لتظليل مواطنيها من خلال حجب حقيقة مايجري حولهم في العالم من احداث عظيمة والهائهم بتوافه الامور التي تجردهم من كل المبادئ والقيم ليبقي الانسان الغربي تابعا لهذا الاعلام الظال والمظلل ويعيش في بودقة المتاهة التي صمموها له اصحاب القرار الغربي الصهيوني .
متناسين ان ايماننا وولائنا اقوي من عتمة فلسفاتهم ونظرياتهم الفارغة فالحسين مدرسة وجود مصدرها الله عز وجل وفلسفتها الايمان المطلق، وما ملحمة الاربعين الا شاهد حي علي نجاح وشمولية هذه المدرسة الالهية التي تجعل القلوب تمشي دون الاقدام في ملحمة غاية في الانسانية والرقي الاجتماعي والاخلاقي حيث يجرد فيها الانسان عن كل ادران الدنيا وانانيتها وينذر ذاته لخدمة اخيه الانسان، بل ويتقرب الي الله في هذه الخدمة، فكل الانساب وكل الالقاب تتساقط هنا في ملحمة الاربعين، في هذا المسير الملكوتي ولايبقي منها سوي (خادم الحسين او زائر الحسين)، فما اعظمك ياحسين .
بقلم / عبدالوهاب الصافي – ارنا

انتهى


شفقنا