وزحفت الحشود المليونية منذ عدة ايام، سيرا على الإقدام، من مختلف مدن العراق ودول العالم، إلى كربلاء المقدسة، في اعداد فاقت التوقعات، وشهد العام الجاري زيادة ملحوظة عن الأعوام الماضية بعدد الزائرين والخدمات المقدمة.
وشهد ضريح الامام الحسين عليه السلام واخيه العباس عليهما السلام دخول أفواج المعزين من مختلف الجنسيات.
وكان مجلس محافظة كربلاء اعلن في وقت سابق بان نحو 20 مليون زائر دخلوا المحافظة بينهم ثلاثة ملايين ونصف المليون زائر من جنسيات عربية واجنبية خلال ايام زيارة الاربعين .
وقد اتخذت السلطات العراقية إجراءات أمنية مشددة لحماية الزائرين الذين يتدفقون مشياً على الأقدام لإحياء المناسبة وقد انتشر اكثر من 25 الف عنصر امني داخل وخارج كربلاء المقدسة لتوفير الحماية الامنية للزوار.
الى ذلك وجه رئيس وزراء العراق حيدر العبادي بتعطيل الدوام الرسمي اليوم الإثنين، بمناسبة الزيارة الأربعينية حسب الامانة العامة لمجلس الوزراء، فيما قررت عدد من المحافظات تعطيل الدوام الرسمي للدوائر الحكومية اليوم الاثنين.
هذا وتحظى زيارة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام التي يشارك فيها ملايين الناس من أتباع مختلف المذاهب الإسلامية وغير الإسلامية من مختلف أنحاء العالم في كل عام بأهمية خاصة لما تتضمنه من أبعاد دينية وثقافية واجتماعية ونفسية، فضلاً عن الأبعاد السياسية والاقتصادية التي تلقي بظلالها الإيجابية على عموم شعوب المنطقة والعالم.
ويعتقد الكثير من المحللين أيضاً بأن زيارة الأربعين باتت تمثل مظهراً وحدوياً لا نظير له، حيث تشارك فيها كافة الطوائف والملل والقوميات من شتى أنحاء الأرض، وتستبطن مقومات رائعة لمواجهة الفكر التكفيري المتطرف الذي يستهدف جميع شعوب الأرض من خلال الجماعات الإرهابية التي تتبنى هذا الفكر المخرب والهدّام.
ولابدّ من الإشارة هنا إلى أن الكثير من أتباع الديانات المسيحية والصابئية وحتى البوذية والزرادشتية والإيزدية يشاركون في هذه المراسم. كما تقوم حاضرة الفاتيكان بإرسال وفد للسير على الأقدام لمسافات طويلة مع زوار الأربعين للتعبير عن حبهم للإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه الطاهرين الذين ضحّوا بأرواحهم وبكل غال ونفيس لنصرة الحق والعقيدة والمبدأ على طريق الثورة الحسينية.