بعض الدول الاقليمية التي تحولت الى رأس حربة لاضعاف وهدم العراق ، غاظها نجاح العراق امنيا وسياسيا واجتماعيا واقتصاديا واعلاميا ، في اقامة زيارة الاربعين ، لانها عكست قوة وصلابة الجيش والاجهزة الامنية العراقية ، في مقابل انحسار وهزيمة “داعش” والجماعات التكفيرية ، التي تم انفاق اموال هائلة عليها لتكون معولا يهدم كل عناصر القوة وعوامل الوحدة في العراق ومن بينها زيارة الاربعين.
من حالات الجنون التي اصابت اعداء العراق ، كان الخبر الملفق الذي نشرته صحيفة “الشرق الاوسط” السعودية يوم الاحد 20 تشرين الثاني / نوفمبر 2016 ، المصادف ليوم الاربعين ، ونسبته كذبا إلى غريغوري هاتل المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، بشأن ما وصفته ب”تحذيرات أممية من حالات حمل غير شرعي في كربلاء”، وهو ما اثار غضبا عارما بين العراقيين ، الذين طالبوا الصحيفة ومموليها بتقديم اعتذار فوري للشعب العراقي ، كما اثار سخطا لدى منظمة “الصحة العالمية” ، التي نفت الخبر جملة وتفصيلا واكدت على حقها في مقاضاة ناشريه.
منظمة الصحة العالمية كانت اول من نفى صحة خبر صحيفة “الشرق الاوسط” في بيان اصدرته في نفس اليوم الذي نشرت فيه الصحيفة الخبر وهو يوم الأحد 20 / تشرين الثاني/ نوفمبر، واستنكرت بشدة :”استخدام اسمها في خبر عار عن الصحة يدعي أن أحد إعلاميي المنظمة في جنيف صرح بخصوص الزواج غير الشرعي خلال المراسم الدينية”.
واضاف بيان “الصحة العالمية” : “إذ تدين المنظمة بأشد عبارات الإدانة إقحام اسمها في تقرير مفبرك لا يمت لمبادئها بصلة، فإنها تتحرى حالياً عن مصدر الخبر الخاطئ وقد تلجأ إلى مقاضاة ناشريه”.
على صعيد الحكومة العراقية ، طالب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، في نفس اليوم ، صحيفة “الشرق الأوسط والجهة المالكة لها” بتقديم الاعتذار إلى الشعب العراقي ، وجاء في بيان نشره العبادي على حسابه على “فيسبوك”، إن “التقرير الملفق الذي نشرته صحيفة “الشرق الأوسط” في عددها الصادر اليوم الأحد يشكل إساءة للشعب العراقي الغيور الذي يقاتل ويضحي بخيرة أبنائه دفاعاً عن الارض والشرف والكرامة”.
وطالب العبادي “الصحيفة بالابتعاد عن نشر الأخبار المضللة والتحريضية”، مؤكداً أن “العراق يحتفظ بحقه في مقاضاة الصحيفة المذكورة وفق الأصول والقوانين المعمول بها”.
وفي السياق نفسه، وجه وزير النقل العراقي كاظم فنجان الحمامي، في بيانٍ له ، بـ”منع” تداول صحيفة “الشرق الأوسط” في طائرات الخطوط الجوية العراقية وعدم التعامل معها بأي شكل من الأشكال لنشرها “أكاذيب” تسيء للشعب العراقي وشعائره الدينية ومقدساته.
قيادة العمليات المشتركة العراقية اعلنت يوم الاحد ، عن طرد كل مراسل تابع لصحيفة “الشرق الاوسط” من قواطع العمليات ، فيما دعت الجهات الاستخباراتية العسكرية الى اتخاذ اللازم فورا.
بعد انكشاف كذبها بهذه السرعة التي لم تتصورها ، لم تجد صحيفة “الشرق الأوسط” من خيار امامها الا الاستسلام ورفع الراية البيضاء ، حيث اصدرت بيانا اعلنت فيه : انها اوقفت التعامل مع محرر الصحيفة في بغداد الذي تسبب بنشر التقرير، وانها تنشر هذا النفي لتصحيح المعلومات المغلوطة التي تضمنها التقرير الملفق.
من الواضح ان صحيفة “الشرق الاوسط” اقدمت على فعلتها مع سبق الاصرار والترصد ، فهي كانت تستهدف ثلاثة رموز مقدسة لدى العراقيين الاول مدينة كربلاء المقدسة ، والثاني زيارة الاربعين ، والثالث شرف العراقيات ، واختارت يوم الاربعين (العشرون من صفر) يوما لتنفيذ فعلتها هذه ، بهدف التشويش على هذه الزيارة والتعرض لقدسية كربلاء والطعن بشرف العراقيين ، وما كانت لترفع الراية البيضاء ، على الاقل بالسرعة التي رفعتها فيه ، لولا بيان منظمة “الصحة العالمية” الذي صدر في نفس اليوم وفضح كذب الصحيفة.
هذا السقوط الاخلاقي والمهني لصحيفة “الشرق الاوسط” ، عكس حجم الحقد الذي يكنه البعض على العراقيين ، كما كشف في الوقت نفسه مدى النجاح الذي حققته زيارة الاربعين ، والجنون الذي اصاب اعداء العراق جراء هذا النجاح ، حتى فقدوا القدرة على درك ابسط البديهيات ومنها ان منظمة” الصحة العالمية” ليست جهة معنية بالقضايا الدينية والاجتماعية ، لتحذر من “ولادات غير شرعية” ، وهي حالة متفشية في الغرب ، دون ان يكون لهذه المنظمة راي فيها ، ولكنه الجنون والهستيريا الذي افقد اعداء العراق صوابهم ، ومن حق مراسلي ومحرري هذه الصحيفة في العراق ان يصابوا بعوارض هذا الحقد المجنون ، لاسيما لو علمنا ان العديد منهم من ايتام النظام الصدامي ، ومن بينهم مراسل التقرير الملفق ، الذي حفر قبر صحيفة “الشرق الاوسط” في العراق والى الابد.
إنتهى
شفقنا