Friday 22 November 2024

14 August 2023

في اربعينيته.. عشاق الحسين(ع) يلبون نداءه لمقارعة الظلم والانحراف

نحو عشرين مليونا قطعوا عشرات الكيلومترات سيرا على الاقدام دون كلل أو ارهاق


 من أنحاء المعمورة، توافد الملايين من العراقيين والعرب والأجانب على مدينة كربلاء المقدسة ليكون لهم نصيب من المشاركة في إحياء أربعينيَّة الإمام الحسين (عليه السلام)، بعد أيام على بدء سير الزائرين مشيا على الأقدام لعشرات الكيلومترات دون مبالاةٍ بجوع أو عطش أو تعب وشمس حارقة في مظاهرة مليونية سنوية تليبة لنداء الامام الحسين (ع)، في مشهد تاريخي منقطع النظير.

وذكر مصدر مطلع في لجنة تنظيم المراسم للوفاق انه قد شارك نحو 20 مليون شخصاً في احياء مراسم هذا العام ومن المتوقع أن ترتفع أعدادهم نظراً لأن زيارة الأربعين في العراق هذا العام تصادف الاثنين.

وكما كان يحدث في الأعوام الماضية عادة قبل يومين من الأربعين، حيث كانت تنحسر أعداد الزوار الراجلين في طريق كربلاء- نجف المعروف بطريق «يا حسين»، فإن مئات الآلاف من الراجلين من النجف مازالوا في طريقهم الى كربلاء المقدسة هذا العام الأمر الذي اثار دهشة اصحاب المواكب وزادتهم أهبة لإستضافة الزوار ليوم بعد يوم الأربعين.

 ففي طريق «يا حسين» ترى الفقير والغني، الكبير والصغير وهم راجلين جنبا الى جنب وأبصارهم شاخصة صوب كربلاء المقدسة، وترى الحشود وهي تمثل شعوباً ولغاتً مختلفة ولكنها اليوم تتحدث بلغة واحدة ولها هدف مشترك هو احياء ذكرى نهضة عاشوراء.

ومن الأمور الملفتة هذا العام مشاركة العوائل التي جاءت بكبيرها وصغيرها لأداء زيارة الأربعين، حيث يشاهد عدد من الزوار وهم يصطحبون عوائلهم وأطفالهم الصغار وقد قدم بعضهم من شتى انحاء العالم ومنها استراليا وكندا وأمريكا ودول أوروبية.

وتحدثت الوفاق مع عدد من الزوّار حول زيارة الأربعين الخالدة، حيث قال شاب هندي ويدعى نذير بأنه جاء من أقصى نقاط الهند ليقول أنه مستمر على نهج سبط الرسول(ص)، فيما قال زائر آخر ويدعى عبد الحي وهو من الأخوة السنّة من شمال شرق ايران أن الإمام الحسين(ع) هو قدوة لجميع الأحرار ويمثل رمزاً لوحدة المسلمين ضد الظلم.

كما تحدث زائر آخر جاء من امريكا اللاتينية وكان يحمل علم فنزويلا بأنه جاء الى كربلاء المقدسة ليجدد العهد مع الإمام الحسين(ع).

وحسب ما قاله مسؤولون محليون فقد اكتظت مدينة كربلاء المقدسة بحشود الزوار المليونية الذين جاءوا من كل حدب وصوب من العالم، لزيارة الإمام الحسين وأخيه العباس (عليهما السلام) وطالب مسؤولو المدينة الزوار الذين يصلون المدينة المقدسة أن يغادروها بعد أداء الزيارة نظراً للأعداد المليونية الهائلة المتواجدة فيها.

وحسب آخر الاحصائيات فقد دخل الأراضي العراقية اكثر من مليوني زائر ايراني.

وتقدم مؤسسات ايرانية ومنها وزارة الصحة الايرانية والهلال الأحمر وبلدية طهران وبلديات مدن ايرانية أخرى خدمات صحية للزوار وخدمات تنظيف الشوارع في النجف وكربلاء المقدستين.

كما قامت شركة الاتصالات المحمولة الوطنية الايرانية بتركيب مئات العواميد الخاصة بالانترنت اللاسلكي المجاني في النجف الأشرف وطريق المشاة وكربلاء المقدسة.

وتعمل عشرات المواكب الايرانية في طريق «يا حسين» وإلى جانب مواكب اشقائهم العراقيين على تقديم الخدمة لزوار أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام)، بما في ذلك تقديم أفضل الماكولات وحتى المنام و... حيث يتنافس أصحاب هذه المواكب حتى والأطفال على تقديم الخدمات وهم يتباهون بها ويعتبرونها شرفاً لهم.

وكانت هناك أيضاً مواكب خدمية للأخوة من أهل السنة وكذلك الكرد والتركمان ومن مختلف الأطياف فيما تم اقامة مواكب ثقافية ومنها موكب خاص للأطفال وكذلك موكب عن الشيخ الزكزاكي توزع فيه كتيبات عن مسلمي نيجيريا والظلم الذي يتعرضون له و...

وعلى صعيد الاستعدادات الأمنية اللازمة والمصاحبة للمراسم سنويا، أكدت القوات الأمنية العراقية اتخاذها الإجراءات اللازمة كافة، فيما أوضح رئيس مجلس محافظة كربلاء نصيف جاسم الخطابي أن «الخطط الموضوعة لإنجاح الزيارة الأربعينية تسير بنجاح كبير»، لافتا إلى أنه «لم يسجل أي خرق أمني حتى الآن».

وأشار الخطابي إلى أنه تم وضع 3 خطط لإدارة الزيارة الأربعينية لهذا العام شملت، الخطة الامنية والهدف منها تأمين الزيارة والزائرين في كربلاء المقدسة وما يحيطها وكذلك جميع الطرقات التي تؤدي للمحافظة المقدسة والتي يسلكها الزائرون، أما الخطة الثانية فمتعلقة بتوفير الوقود والطاقة والخدمات الصحية والخدمات البلدية، فيما تتعلق الخطة الثالثة بالنقل وتنظيم حركة الزائرين والتي كانت بعهدة وزارة النقل والتجارة لتخفيف الزخم الهائل وتوفير انسيابية الدخول والخروج من وإلى كربلاء المقدسة.

وتساعد قوات الحشد الشعبي الى جانب الجيش والشرطة العراقية في توفير الأمن في طريق يا حسين للمشاة وكربلاء المقدسة.

بدورها نفذت العتبتين العباسية والحسينية المقدستين خطة لتنظيم الزيارة وبرنامج مواکب العزاء.

من ناحيتها سيّرت الحكومة العراقية آلاف السيارات والشاحنات لنقل الزوار الى مختلف مدن ومناطق العراق والحدود مع ايران.

الحشود المليونية في كربلاء المقدسة والأفواج المتجهة اليها جميعها متحدة تردد (لبيك يا حسين) لتؤكد استمرار نهج سيد شباب أهل الجنة وأبا الأحرار(ع).

 

 

الوفاق

الوفاقالوفاقعشاق الحسين(ع)عشاق الحسين(ع)
hgالوفاقعشاق الحسين(ع)
عشاق الحسين(ع)
عشاق الحسين