وأفاد مراسل وكالة تسنيم في مدينة النجف الأشرف أنه تم تأسيس موكب مخصص لمواطنين أوروبيين، حيث تجاوز عدد أعضاء هذا الموكب الألف شخص وقد التحقوا بسائر إخوتهم في المواكب الأخرى وحثوا الخطى قدماً نحو كربلاء المقدسة لزيارة الإمام الحسين (عليه السلام) بمناسبة ذكرى الأربعين المباركة.
المسلم البلجيكي السيد عطاء الله حسين ينحدر من أصول لبنانية، وقد وفد إلى العراق مع موكب كبير من مسلمين مقيمين في مختلف نواحي قارة أوروبا، وقد التقى به مراسلنا ليسأله عن عظمة زيارة الأربعين وانعكاساتها على المسلمين في شتى أرجاء الكرة الأرضية، فأجاب قائلاً: الفضل في انتشار التشيع في بلجيكا وتزايد أعداد الشيعة هناك يرجع إلى الثورة الإسلامية المباركة التي قادها سماحة الإمام الخميني (رحمه الله) في إيران، حيث أطاح بالنظام الطاغوتي وأقام بدلاً عنه نظام حكم إسلامي على أساس الأصول العقائدية لأتباع مذهب أهل البيت (عليهم السلام)، وقد كان لانتصار هذه الثورة العظيمة تداعيات كثيرة من جملتها تأسيس حزب الله في لبنان وتحوله إلى قدرة إقليمية لا يستهان بها، وهذا الأمر بطبيعة الحال قد زاد من رصانة شخصية المسلم الشيعي في جميع البلدان، لذلك بدأ الأوروبيون يتسائلون عن حقيقة التشيع والفكر الشيعي، وقد طرحت هذه التساؤلات في وقت كانت الأجواء كلها مشحونة ضد أتباع مذهب أهل البيت (عليهم السلام) في البلدان الغربية، ولكن شيئاً فشيئاً تغيرت رؤية الشعوب الغربية بالنسبة إلى الدين الإسلامي الحنيف بأسره وبدؤوا يميزون بين المسلم الحقيقي ودعاة الإسلام من وهابيين وسلفيين تكفيريين.
وأكد هذا المواطن البلجيكي المسلم على أن الحكومات والشعوب الأوروبية بدأت اليوم تعي حقيقة الأمر ولا سيما الشعب والحكومة في بلجيكا، إذ عرفوا من هي الزمر التكفيرية المتطرفة المنتسبة للإسلام ومن هم الشيعة المسالمون الذين يحترمون الأديان الأخرى ويمنحون للإنسان والإنسانية شأناً سامياً، لذا فإن مختلف أجهزة الأمن البلجيكية أمست اليوم تفرق بين المسلمين الحقيقيين وبين المحسوبين على الإسلام من سلفيين ووهابيين، فقد أدركوا جيداً بأن القاعدة وداعش والنصرة وكل من انضوى تحت هذه المسميات لا ينحدرون من أية طائفة إسلامية سوى الوهابية المقيتة، لذلك حذروا الشعوب الأوروبية من خطرهم.