وجاء في المقال "عندما انطلق الحسين عليه السلام من المدينة باتجاه الكوفة، يعني أنه بدأ حركته من "أول مقرٍ" للحكومة الإسلامية إلى "ثاني مقرٍ" للحكومة الإسلامية. بعبارةٍ أدقّ، بدأها من "العاصمة النبوية" إلى "العاصمة العلوية" وحتى "العاصمة المهدوية"؛ - إذ أن آخر موعود سيختار الكوفةَ عاصمةً له- اتساع حركته ممتدةٌ من مدينة النبيّ إلى مدينة المهديّ. إذا تم فك رموز هذه الحركة ودراسة عواملها، ستتجلى حقيقة أن كربلاء باتساع عالم الإسلام والعالم الإنساني. ويا له من ظلمٍ عظيم إن حصرنا هذه الحقيقة المتجاوزة لحدود التاريخ والجغرافيا في مكان وزمان محددين. وكم هو اجحاف كبير ان الحقيقة الأبعد مدىً من التاريخ والعابرة للبلاد نُؤطرها او نُحدُّها بالزمان والمكان."
وأشار الكاتبان "اننا في الزيارات المرتبطة بالإمام الحسين عليه السلام وقبل أن نسلّم عليه، نرجع إلى "بداية التاريخ"، نرجع إلى أول الأمر، إلى زمن آدم عليه السلام، نبدأ من آدم للتعبير عن إخلاصنا والتزامنا، نذكر نوح وإبراهيم وموسى وعيسى حتى نصل إلى خاتم الرسل، المطالِب بالحق والمقارعِ للظلم، يعني محمّد صلى الله عليه وآله، وفلسفة ذلك أن كربلاء "ليست واقعةً مفصولة ومنعزلةً" عن التاريخ، بل هي نتيجة "للتكدّسات التاريخية" و "حصيلة الحوادث الغابرة" والتي وصلت إلى ذروتها في كربلاء. هذه المعركة، "لها ماضٍ" باتّساع تاريخ الإنسان. الأُناس الذين مضى نصفهم في طريق السعادة والحق، وبعضهم الآخراختاروا الشقاوة والباطل طريقاً لهم".
كما تضمن المقال "الحقيقة الأخرى بعاشوراء هي أنها لم تنتهِ باستشهاد الحسين عليه السلام بکربلاء فی یوم عاشواء. التقاریر التاريخية و الروایات الدینیة شاهدةٌ على هذا الأمر، فاستذكار الحسين عليه السلام للحجة علیه السلام بشكلٍ متكرر في يوم عاشوراء، وأن زينب الكبرى عليها السلام وهي في معمعة الأسر تذكر المهدي، فذلك يعني أن عاشوراء "بدايتها في كربلاء" لكن "امتدادها مادام التاريخ"، يعني أن خيمةَ الحسين "قائمةٌ دائماً"، حتى يحتشد فيها منتظرو المهدي. ويعني أن "عاشوراء المحْمَرّة" جالسةٌ بانتظار "اخضرار الظهور". و المنتظرون لقيام المهدي فقد صاروا ما بين عاشوراء القانية الحمراء وانتظار الظهيرة الخضراء"/انتهى/.