Saturday 23 November 2024

14 August 2023

بكاء الإمام السجاد (عليه السلام) عند تذكُّر مأساة كربلاء ومصرع الحسين (عليه السلام)

روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال : انّ زين العابدين (عليه السلام) بكى على أبيه أربعين سنة صائماً نهاره وقائماً ليله.


نظراً لحلول موسم الحزن والعزاء على مصائب سيد الشهداء (عليه السلام) واقتران هذه الأيام بذكرى استشهاد الإمام السجاد زين العابدين (عليه السلام) عام 95 للهجرة، القى القسم الثقافي في وكالة أنباء الحوزة نظرة على مظاهر العزاء عند الإمام على بن الحسين (عليه السلام)، والذي شهد بنفسه الرزايا والمصائب التي حلّت بالحسين (عليه السلام) وأهل بيته وخُلَّص أصحابه وأنصاره.

فقد أبدى الإمام السجاد (عليه السلام) حزنه عند تذكّر مصرع الحسين (عليه السلام) كما تشير إلى ذلك الروايات الواردة عن المعصومين (عليهم السلام).

وقد روي في ذلك عن الصادق (عليه السلام) أنّه قال: انّ زين العابدين (عليه السلام) بكى على أبيه أربعين سنة صائماً نهاره وقائماً ليله، فإذا حضر الإفطار وجاء غلامه بطعامه وشرابه، فيضعه بين يديه، فيقول: كل يا مولاي! فيقول (عليه السلام): قُتِلَ ابنُ رسول الله (صلى الله عليه وآله) جائعاً، قُتِلَ ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) عطشاناً، فلا يزال يكرّر ذلك ويبكي حتى يبتلّ طعامه من دموعه، ثم يمزج شرابه بدموعه، فلم يزل كذلك حتى لحق بالله عزّ وجلّ [1].

كما حدّث مولى للإمام السجاد (عليه السلام) أنّه (عليه السلام) برز يوماً إلى الصحراء، قال [المولى]: فتبعته، فوجدته قد سجد على حجارة خشنة، فوقفت وأنا أسمع شهيقه وبكائه .. ثم رفع رأسه من سجوده وإنّ لحيته ووجهه قد غمرا بالماء من دموع عينيه، فقلت: يا سيدي! أما آنَ لحُزنك أن ينقضي ولبكائك أن يقل؟

فقال لي: ويحك إنّ يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم كان نبياً ابن نبي، له اثني عشر ابنا، فغيّب الله واحداً منهم فشاب رأسه من الحزن، واحدودب ظهره من الغم، وذهب بصره من البكاء وابنه حيٌ في دار الدنيا، وأنا رأيت أبي وأخي وسبعة عشر من أهل بيتي صرعى مقتولين فكيف ينقضي حزني ويقل بكائي [2] ؟!

وروي عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام)، أنّه قال: البكاءون خمسة: آدم ويعقوب ويوسف وفاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله) وعلي بن الحسين (عليهما السلام) ... وأمّا علي بن الحسين فبكى على الحسين (عليهما السلام) عشرين سنة أو أربعين سنة، وما وُضِع بين يديه طعامٌ إلا بكى، حتى قال له مولى له: جعلت فداك يا بن رسول الله! إني أخاف عليك أن تكون من الهالكين.

فقال (عليه السلام): إنّما أشكو بثّي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون، إنّي لم أذكر مصرعَ بني فاطمة إلا خنقتني لذلك عبرة [3]. 

 

 

 

[1] اللهوف في قتلى الطفوف : 121 ، الناشر: أنوار الهدى.

[2] اللهوف في قتلى الطفوف : 121 - 122 .

[3] الأمالي للشيخ الصدوق : 204 ، تحقيق: مؤسسة البعثة.