وفقا لتقریر الموقع الإعلامی فی العتبة الرضویة المقدسة أقیمت فی صحن الثورة فی الحرم الرضوی الطاهر مراسم "إذن العزاء" وهي مراسم تقام فی آخر یوم من شهر ذی الحجة، وتتضمن البدء فی برامج العزاء بمناسبة حلول شهر محرم الحرام. سماحة آیة الله رئیسی ألقى فی هذه المراسم کلمة أشار فیها إلى أنّه من الخطأ الجسیم اعتبار ما حصل فی کربلاء حادثة عارضة حصلت بالصدفة، وقال مشیرا إلى حلول شهر العزاء: مشاعر الحزن والأسى تملأ قلوب المؤمنین مع دخول شهر محرم ورفع رایات عزاء الحسین بن علی(ع).
وأضاف: عندما بدأ سید الشهداء(ع) حرکته من المدینة دعا المسلمین لیرافقوه ویناصروه، وقد وجه هذه الدعوة لمن هو على استعداد لیقدم روحه ودمه فداء للباری تعالى لیصل إلى لقائه؛ فقصد الإمام(ع) وهدفه هو لقاء الباری عزّوجلّ.
سماحة آیة الله رئیسی أشار إلى أنّ الإمام الحسین(ع) کان قد خطط لکل واحدة من لحظات یوم عاشوراء، وقال: أدار الإمام الحسین بنفسه هذه الواقعة العظیمة حتّى عصر یوم عاشوراء، وبعد شهادته استمر الإمام زین العابدین وعمته السیدة زینب(علیهما السلام) بإدارة هذه الحادثة الدینیة والتاریخیة العظیمة.
عاشوراء عنوان الإنسانیة
عضو الهیئة الرئاسیة لمجلس خبراء القیادة بیّن أنّ نهضة عاشوراء تمثل عنوانا یحمل جمیع المضامین الإنسانیة والإلهیة، وقال: من ملامح هذا العنوان العظیم: الرأفة، والتوکل على خالق الکون والرضا بتقدیره، والإیثار، وخلوص النیة.
متولی العتبة الرضویة المقدسة اکدّ أن الإمام الحسین(ع) هو أسوة وقدوة لجمیع البشریة، وأضاف: فی یوم عاشوراء وفی أرض المقتل ومع کلّ الجراج والآلام کان الحسین(ع) یلهج بذکر الباری تعالى، وکان یرجو هدیة أعدائه إلى الصراط المستقیم، ویدعوهم إلى ذلك.
سماحته تابع قائلاً: لقد أراد الیزیدیون أن یمحو ذکر واقعة عاشوراء من التاریخ، ومن أجل ذلك سحقوا أجساد الشهداء المطهرة تحت حوافر خیولهم، ومن أجل ذلك طافوا بالرؤوس فی أنحاء البلاد قاصدین أن یقوم الناس بالإساءة إلیها، ولکن الإرادة الباری تعالى أقتضت أن تکون عاشوراء نقطة بدایة مدرسة الشهادة وهدایة البشر وانطلاقها.
الأربعین الحسینی ترسیخ لذکرى ملحمة عاشوراء
سماحة آیة الله رئیسی اعتبر أنّ أعمال الإمام السجاد(ع) بعد واقعة الطف تشکل استراتیجیة ربط القلوب بعاشوراء، وأشار إلى أنّه فی الأربعین الحسینی ترسیخ لذکرى عاشوراء وإحیاء لها، وتابع قائلاً: البکاء على سید الشهداء وإقامة عزائه في مختلف أیام السنة ولاسیما في لیالی الجمعة التی تفتح فیها أبواب الرحمة الإلهیة یثبت أنّ الإمام الحسین(ع) هو بوابة الدخول إلى رحمة الباری تعالى.
وأضاف: نداء استغاثة أبا عبدالله الحسین(ع) فی یوم عاشوراء "هل من ناصر ینصرنی" ما زال مستمرا وبصوت عال إلى یومنا هذا، وکل ّ من یلبی هذا النداء یکون قد انضم إلى قافلة أنصار الحسین(ع) فی یوم عاشوراء.
متولی العتبة الرضویة المقدسة بیّن أنّ الأمام السجاد(ع) کان یبکی على مصیبة أبیه الحسین(ع) إلى آخر یوم من عمره الشریف؛ وکلما کان یرى ماء أو طعاماً کان یُذکّر بمصیبة سید الشهداء.
عضو المجلس الأعلى للحوزة العلمیة فی خراسان تابع قائلاً: الإمام السجاد(ع) فی رکن الصلاة وفی أفضل حالة للعبادة أی السجود کان یعبد الباری تعالى ساجداً على تربة الإمام الحسین(ع) وهذا العمل من الإمام یبیّن أنّ أفضل حالة للعبادة تتحق بالارتباط بعاشوراء.
سماحة آیة الله رئیسی أوضح أنّه على الرغم من أنّ واقعة کربلاء قد حصلت بعد ختم النوبة إلى أنّ جمیع الأنبیاء قة أُنبئوا بهذه الواقعة الألیمة وقج أصابهم الحزن والألم العمیق لما علموا بأنّ مثل هذه الحادثة سوف تحصل، وقال: لقد حفظ الأئمة لأطهار ذکرى واسم نهضة عاشوراء، والأمام الرضا(ع) یقول لابن شبیب: " یَا ابْنَ شَبِیبٍ إِنْ کُنْتَ بَاکِیاً لِشَیْ ءٍ فَابْكِ لِلْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ".
فلسفة استمراریة ذکرى عاشوراء
وحول فلسفة استمراریة ذکرى عاشوراء وصونها من قبل أئمة الهدى(ع)، قال سماحته: لقد قام الإمام الحسین(ع) بهدف إصلاح المجتمع البشری؛ أی لتطبیق فریضة الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر، وهذه النهضة لا تختص بالسنة الـواحدة والستین للهجرة؛ بل إنّها مستمرة إلى یوم القیامة، ومن المتیقن أنّ دماء سید الشهداء(ع) المبارکة سوف تکون رمزاً لهدایة المجتمع البشری وإصلاحه.
متولی العتبة الرضویة المقدسة اعتبر أنّ إزالة الجهل وزیادة الوعی والبصیرة هی من برکات قیام الحسین(ع) فی یوم عاشوراء، وأشار إلى أنّ شهداء الإسلام فی إیران إنما هبوا للجهاد دفاعا عن القیم الإسلامیة والإلهیة، وأضاف: المواکب الدینیة هی مداس تعلم البصیرة والارتباط بأهل البیت(ع) ومحبتهم، وهی أماکن لنشر العلم والمعرفة فی المجتمع.
وتابع قائلاً: الیوم یرفض الاستکبار العالمی سماع صوت الحق وصوت رسالة الثورة، وعلیه ینبغی على أمّة الإسلام الاستجابة لنداء نهضة عاشوراء ومحاربة الجاهلیة الجدیدة المتخفیة تحت أقنعة مزرکشة تحاول تجمیلها وإخفاء حقیقتها.
سماحته أشار إلى أنّ عزاء أهل البیت(ع) یجمع بین الحماسة والأحاسیس وبین العقل والمنطق، وقال: فی مجال ترویج ثقتفة عاشوراء یمکن للمنبریین والروادید والشعراء أن یقوموا بدور هام جداً، ویجب ترك کلّ عمل یتسبب فی وهن الإسلام.
تجدر الإشارة إلى أنّ هذه المراسم التی أقیمت فی صحن الثورة الإسلامیة فی الحرم الرضوی الطاهر بماشرکة مواکب عزاء سید الشهداء(ع) تضمنت استبدال رایة الحرم الشریف وغطاء الضریح المبارك، وهو برنامج تقلیدی یجری یقام سنویا فی غروب الیوم الأول فی من شهر محرم الحرام، کما تضمنت مراسم "إذن العزاء" قراءة الصلوات الخاصة بالإمام الرضا(ع)، وقراءة المراثی وشعر العزاء بصوت الرادود الحاج سعید حدادیان.(۹۸۶۳/ع۹۴۰)
نهاية الخبر - وکالة رسا للانباء