وقال الرئيس روحاني خلال جلسة مجلس الوزراء اليوم الاربعاء انه على كافة دول المنطقة والعالم الاسلامي اتخاذ اجراءات تنسيقية من اجل حلّ المشاكل ومعاقبة الحكومة السعودية.
وأشار روحاني في الجلسة الى الذكرى السنوية الاولى لكارثة منى، وقال: ان النظام السعودي الذي منع ايفاد الحجاج الايرانيين بشتى الذرائع والعراقيل، وفضلا عن جرائمه السابقة أضاف هذا العام الصد عن السبيل الله الى سجله الأسود.
ووصف روحاني كارثة منى بأنها حادثة مؤلمة لجميع البشر، واضاف: ان مراسم الحج وإضافة الى انها عبادة إلهية كبرى، فإنه ينبغي اتخاذ القرارات في تلك الايام لصالح العالم الاسلامي ووحدة المسلمين، لكن من المؤسف في العديد من مواسم الحج وخاصة العام الماضي، لم نشهد استيفاء مصالح العالم الاسلامي والغايات السامية التي حددها القرآن لمناسك الحج، بل مع الاسف التام تم انتهاك عزة وكرامة وأرواح المسلمين وسحقت تحت الاقدام.
وصرح: ان الذين اكتسبوا في العالم ألقابا جميلة لاستضافتهم الحرمين الشريفين، عليهم ان يدركوا ان مسؤوليتهم الاولى هي الاحترام الحقيقي للحرمين الشريفين وزوار الحرمين، واحد واجباتهم الاولية يتمثل في توفير الامن والطمأنينة للحجاج.
وتابع: في العام الماضي استشهد عدد كبير من الحجاج بمن فيهم عدد من الحجاج الايرانيين خلال مراسم الحج، وعلى السلطات السعودية ان تتحمل المسؤولية، ولكن من المؤسف ان هذا النظام استنكف حتى عن تقديم الاعتذار الشفهي للمسلمين والدول الاسلامية، في حين ان الاعتذار والوعد بالتعويض عن تلك المشكلة والتعاطف مع سائر الدول الاسلامية والتعاون معها من اجل توفير الامن لمراسم الحج في المستقبل، كان من شأنه ان يغطي الى حد ما على عدم الكفاءة، مضيفا ان كل ذلك لم يتم.
وأعرب روحاني عن اسفه لعدم تسليم جثامين شهداء مراسم الحج الماضي الى العديد من الدول، وان الجمهورية الاسلامية الايرانية هي الدولة الوحيدة التي استعادت جثامين شهدائها من خلال جهودها ومتابعاتها، وقد كانت متابعات وزارة الخارجية ووزارة الصحة ووزارة الارشاد الاسلامي وإرشادات قائد الثورة مؤثرة في هذا المجال.
وأكمل: لعلنا اليوم في ظروف لا يمكننا ان نتابع الاجراءات الحقوقية في هذا المجال داخل السعودية، لأن سفارتنا مغلقة هناك، الا ان الحكومة والمسؤولين والنظام لن يتنازلوا ابدا عن دماء اعزائهم وسيواصلون اجراءاتهم الحقوقية والسياسية لاستيفاء حقوق المواطنين.
وأكد روحاني، لو كانت المشكلة الموجودة تنحصر في الحج وكارثة منى، لكان من الممكن التوصل الى حل لرفعها، ووضعها في المسار الصحيح، لكن من المؤسف، ان هذا النظام ومن خلال الجرائم التي يرتكبها في المنطقة ودعمه للارهاب هو في الحقيقة يقوم بإراقة دماء المسلمين في العراق وسوريا واليمن، حيث يقوم يوميا بقتل النساء والاطفال اليمنيين في غاراته الوحشية.
وأوضح الرئيس الايراني ان المشكلة الموجودة مع السعودية هي اكبر من قضية الحج، وعلى دول المنطقة والعالم الاسلامي ان يقوموا باجراءات منسقة لحل المشكلات الموجودة وتنبيه النظام السعودي، من اجل اجراء حج ابراهيمي مشرف بما للكلمة من معنى، ومن جهة اخرى تتخلص سائر دول المنطقة من دعم هذا النظام للارهاب ويتمكن الشعب اليمني من العيش في أمن وسلام.
وشدد روحاني على ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ستواصل مسارها في دعم المسلمين المضطهدين في انحاء العالم، وستواصل دربها مثلما كانت دوما في المساهمة بتوفير امن المنطقة، معربا عن امله بأن نشهد في المستقبل القريب استتباب الامن في جميع دول منطقة الشرق الاوسط وخاصة في العراق وسوريا واليمن، وان نشهد اقامة مراسم حج عظيم يتناسب مع شأن العالم الاسلامي وفي إطار آيات القرآن وتعاليمه وسنة النبي الاكرم (ص).