واضاف سماحته في توجيهه بأننا لدينا إنسان ونريد أن نولد لديه أفكار ومبادئ وقيم بحيث تؤدي به إلى السعادة والخير والثبات وتجعله إنسان مبدئي، له موقف ومبادئ يعتقد بها ويؤمن بها، وان هذا يأتي من خلال أصالة ونقاوة وصحة المبدأ الذي ينطلق عبر هذه القنوات، لأنه ينبع من قلب نقي محب للخير، وهذا ينطبق على كل مقاله تنطلق حتى لو كانت كلمة واحدة لان هذه الكلمة تعتبر مسؤولية، ولان هذا الصوت ربما يصل الى عشرات الآلاف وكلما يتسع يصل إلى مسامع عدد اكبر، خاصة ونحن نعلم انه يستمع إلى إذاعة من العتبة الحسينية المقدسة فهو يتأثر به ويتلقاه بالقبول بدون فحص لثقته بهذا المكان، فهي موضع ثقة واطمئنان لديه ولها مصداقية ولها صحة فيتأثر بها، فإذا كان مقبولا فأنه ينقل معايير ومبادئ الإسلام وسيكون مؤثرا ونافعا لهذا الإنسان في الدنيا والآخرة، وان لم يكن كذلك لاسامح الله اضر بالآلاف او عشرات الآلاف، وربما اضر بهم في مبادئهم وفي الموقف الذي يتخذونه من خلال ما يتلقونه، خاصة وان وسائل الإعلام ألحديثه أصبحت أكثر خطورة في تأثيراتها الايجابية أو السلبية.
الشعور بخطورة الموقف في جميع الاتجاهات
فيما دعا ممثل المرجع السيستاني الإعلاميين إلى إن يستشعروا بخطورة الكلام الذي يصدر منهم في كل مجال سواء كان عقائدي أو أخلاقي أو سياسي، والدقة والتثبيت بكل ما يطرح ولابد أن يكون متطابق مع المبادئ التي نعتقد بصحتها وهي مأخوذة من أهل البيت عليهم السلام،،ولذلك يجب اختيار ما هو مطلوب في الوقت الحاضر والتثبت من صحته لان هناك قضايا فقهية وعقائدية وغير ذلك من الأمور المهمة حتى نطمئن إن المعلومات التي ألقيت إلى المستمع هي صحيحة، أي لا ننقل شيء ويظهر انه خطأ سواء خبر أو تقرير، ويجب ان نستشعر إن الكلام الصادر منا يذهب إلى عدد كبير من الناس فيجب أن لا يتلقى الشخص كلام تربوي وهو خطأ فالمسؤولية اكبر والخطر اكبر، وعليكم بمزيد من الثقافة ومزيد من القراءة ومزيد من التثبيت وحتى في صياغة الخبر يجب أن نعرف ما هو تأثيره وهل هو ضمن المبادئ والأهداف التي نسعى إليها، فقد يكون دعاية لجهة سياسية وهذا لا يتناسب مع مبادئنا وسياستنا، أو قد يكون ضد جهة معينة وهذا لا يتناسب أيضا مع سياستنا، فالكلام الذي ممكن أن نجعل مليون شخص يتلقاه وبه تزييف وتحريف وعدم تثبيت وكذب فعلينا أن لا ننشره حتى ولو بقى لدينا شخص واحد بسبب عدم نشره فليس هذا مهم.
وبين سماحته انه يوجد كلام ينطلق من اللسان المتحدث إلى أذن المتلقي ويخرج بدون أي تأثير، ويوجد كلام يصل إلى الإذن ثم ينفذ إلى القلب ويستقر بالقلب ويتحكم به فيتأثر به الإنسان ويعمل به وهذا هو المطلوب، موضحا إن الكلام الذي يخرج من قلب المتكلم وهو معتقد به فعلا فانه لابد ان يكون صحيح، وان الأكثر من هذا هو أن يعتقد المتكلم به ويعمل به أيضا، وبهذا سوف ينفذ الكلام الملقى إلى قلب المستمع واذا دخل في قلبه تأثر به واستقر به وعمل به، وعلى الجميع أن يحاسبوا أنفسهم بالتطابق بين ما يدعون اليه وما يعملون به ومخلصين في عملهم به.
وأكد الشيخ عبد المهدي الكربلائي على الإعلاميين بوجوب تثبيت معايير الإعلام الحسيني، من خلال بث صوت الحق، مشيرا إلى إن بنو أميه كان لهم إعلام دوله كبيرة ومترامية ولكن انتهوا لأنهم باطل، بينما الإمام الحسين وزينب وزين العابدين عليهم السلام كانوا هم الحق لذلك صداهم إلى ألان يتردد على مساحة الكرة الأرضية، فيجب التأكيد على هذه المعايير والتذكير بها دائما لكي لا نقع بالخطأ، ولان الإنسان دائما يتأثر بالعقل الجمعي والإعلام من حولنا لا توجد لديه هذه المعايير، وبهذا تغيب عنا هذه المعايير فعلينا كتابتها ومتابعة تحقيقها.