أمّا أئمّة أهل البيت(عليهم السلام) الذين زُقّوا العلم زقّاً، فقد فاقوا العرب حتى أصبحوا قبلة العلم والأدب والبلاغة والبيان دون منازع، فهذا هو الإمام علي(عليه السلام) سيّد البلغاء والمتكلّمين يرتجز في أغلب معاركه الخالدة، وهذا هو الإمام الحسين(سلام الله عليه) يقول الشعر وهو في مقتبل عمره الشريف، وما أبو الفضل العبّاس(عليه السلام) ببعيدٍ عن هذه الأجواء، لذا سنورد نماذج من شعره وأراجيزه في معركة البطولة والإباء معركة طفّ كربلاء الخالدة.
يقول (عليه السلام) في إحدى صولاته، عندما انقضّ على معاقل الجيش الأمويّ في كربلاء:
لا أرهبُ الموت إذا الموتُ رقا *** حتى أوارى في المصاليت لقا
إنّي صبورٌ شاكرٌ للملتقى *** ولا أخافُ طارقاً إن طرقا
وأضرب الهام وأفري المرفقا *** إنّي أنا العبّاسُ صعبُ الملتقى
ويقولُ (سلام الله عليه) في صولةٍ أخرى:
يا نفسُ لا تخشي من الكفّارِ *** وأبشري برحمةِ الجبّارِ
مع النبيّ سيّد الأبرارِ *** وجملة الساداتِ والأخيارِ
وقال (عليه السلام) أيضاً في موقفٍ آخر:
أقسمتُ بالله الأعزّ الأعظمِ *** وبالحجور صادقاً وزمزمِ
وذي الحطيم والقنا المحرّم *** ليخضبنّ اليوم جسمي بالدمِ
أمام ذي الفضل وأهل الكرم *** ذاك حسينٌ ذو الفخار الأقدمِ
وقال (عليه السلام) في جانبٍ آخر مدافعاً عن أخيه الإمام الحسين(عليه السلام):
أقاتلُ القومَ بقلبٍ مهتدي *** أذبّ عن سبط النبيّ الأحمد
أضربكم بالصارم المهنّد *** حتى تحيدوا عن قتال سيّدي
إنّي أنا العبّاس ذو التودّد *** نجل عليّ المرتضى المؤيّد
وهذه نماذج قليلةٌ من الأبيات الشعرية الرائعة التي تُنسب لأبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، علماً أنّ هناك أشعاراً كثيرة أخرى، يلهجُ بها الخطباءُ والمحبّون للعترة الطاهرة، وتردّد في العديد من المناسبات الدينية.